تُواصِل قوات الرئيس السوري بشار الأسد قَصْفَها المدفعي على مدينة درعا جنوب سوريا مِمّا أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين, فيما فرضت قوات الأمن حصارًا غير مسبوق على مدينة حمص وسط البلاد. وقال ناشطون حقوقيون سوريون: "إنّ قوات من الأمن والجيش معززة بدبابات ومدرعات دخلت مدينة درعا منذ فجر الاثنين من أربعة محاور، وسط إطلاق نار كثيف". وذكرت وكالة رويترز أنّ تلك القوات أطلقت النار بشكل عشوائي على الأحياء والمنازل، وأحكمت السيطرة على مداخل جامع أبي بكر الصديق ومسجد بلال الحبشي ومسجد المنصور، بالإضافة إلى مقبرة الشهداء. وقد سقط العشرات بين قتلى وجرحى في هذا القصف الذي شاركت فيه قوات تابعة لفرقة من الجيش يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت الوكالة الألمانية عن ناشطين قولهم: إنّ 39 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب سبعون آخرون, بينما قالت وكالة الصحافة الفرنسية: إنّ 25 شخصًا على الأقل قتلوا في القصف الذي شهدته المدينة. وأكّد شاهد عيان من درعا ل"الجزيرة نت" أنّ المدينة تعيش في ظلام دامس بعدما قطعت عنها السلطات الكهرباء والمياه وحاصرتها من كل مداخلها. وقال المصدر: "إنّ القصف أسفر عن عددٍ كبير من القتلى يصعب الآن حصرهم؛ لأن هناك قناصة يتمركزون على عدة مبانٍ ويطلقون النار على كل من يتحرك في الشارع", مضيفًا أن نحو خمسين من عناصر الجيش السوري- بينهم خمسة ضباط- انضموا إلى أهالِي درعا ورفضوا إطلاق النار عليهم، وأعطبوا أربع دبابات كانت معهم حتى يمنعوا استخدامها ضد هؤلاء الأهالي. ومن جهته، قال الشاهد عبد الله أبا زيد ل"الجزيرة نت": إنّ إطلاق النار استمرّ بكثافة في درعا من صباح الاثنين إلى المساء، مؤكدًا أن قوات الأمن قصفت خزانات المياه على سطوح المنازل "حتى تمنع عن السكان ما تبقى لهم من ماء". وفي مدينة حمص وسط البلاد، قال الشاهد أبو عمر ل"الجزيرة نت": إنّ أعدادًا كبيرة من قوات الأمن والجيش تنتشر في شوارع المدينة وتحاصرها من كل المداخل. وأضاف أنّ "المدينة تعيش حضورًا أمنيًا لافتًا للنظر وغير مسبوق.. هناك رجال أمن منتشرون في الشوارع وعلى مداخل المدينة وأمام المباني الحكومية، والجيش يحاصر المدينة من كل مداخلها وأقام متاريس في بعض الشوارع". يُشار إلى أنّ عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل خمسة أسابيع في سوريا ارتفع إلى 340 على الأقل، ثلثهم تقريبًا سقطوا يومي الجمعة والسبت الماضيين, وفق أرقام ناشطين ومنظمات حقوقية دولية بينها منظمة العفو.