عمان - رويترز - قال سكان إن دبابات ومدرعات دخلت مدينة درعا السورية الجنوبية وسط اطلاق للنار اليوم الإثنين في احدث نزيف للدم في حملة لقمع الاحتجاجات التي تصاعدت حدتها في الايام الاخيرة. وفيما يحاول الجيش استعادة السيطرة على درعا من حيث اندلعت قبل شهر احتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد قال نشطاء من المدافعين عن حقوق الانسان إن قوات السورية داهمت ضاحية دوما في دمشق التي شهدت تظاهرات ضخمة ضد الاسد. وقالت سهير الأتاسي الناشطة السورية المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم إن السلطات السورية بدأت حربا على الحركة السلمية المطالبة بالديمقراطية في سوريا بمهاجمة ثلاث مدن. وتابعت في بيان أرسل لرويترز أن هذه حرب وحشية تهدف إلى ابادة السوريين المطالبين بالديمقراطية. وتقول جماعات حقوقية ان قوات الامن قتلت اكثر من 350 مدنيا منذ بدء الاضطرابات الشهر الماضي. وقتل ثلث الضحايا خلال الايام الثلاثة الماضية مع اتساع حجم ونطاق ثورة شعبية ضد الرئيس بشار الاسد. ورفع الاسد حالة الطواريء التي ظلت مفروضة على سوريا طيلة 48 عاما يوم الخميس الماضي ولكن نشطاء قالوا إن اعمال العنف التي وقعت في اليوم التالي واسفرت عن مقتل مئة خلال احتجاجات عمت البلاد اظهرت انه غير جاد في الاستجابة لدعوات اطلاق الحريات السياسية. وتظهر الغارات التي شنت اليوم في درعا ودوما ان الأسد الذي تولى السلطة عقب وفاة والدة في عام 2000 بعدما حكم سوريا بيد من حديد على مدار 30 عاما عازم على سحق المعارضة بالقوة. ويقول سكان درعا ان مئات الجنود تدفقوا على المدينة. وقال شاهد لرويترز انه راى جثثا ملقاة على الأرض في شارع رئيسي قرب المسجد العمري بعد ان دخلت ثماني دبابات ومدرعتين الحي القديم في المدينة. وتابع "الناس يحتمون في المنازل. أرى جثتين قرب المسجد ولم يتمكن أحد من الخروج لابعادهما." ويقبع القناصة على أسطح مبان حكومية وتطلق قوات أمنية في زي عسكري النيران عشوائيا على منازل منذ دخول الدبابات بعد صلاة الفجر. وقال احد سكان درعا ويدعى محسن لقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية عبر الهاتف "انهم يطلقون النار حاليا... في درعا المحطة خمسة قتلى على الاقل حسب شهود العيان... بيوت درعا البلد اصبحت هي المشافي." واظهرت قناة الجزيرة ما يبدو انه سحابة من الدخان الاسود تغلف المدينة. كما تقصف الدبابات عند مداخل المدينة اهدافا في درعا وقال محسن ان المواطنين لا يمكنهم الانتقال من شارع لاخر بسبب القصف. وطرد معظم الصحافيين الاجانب من سوريا مما يجعل من المستحيل التأكد من الوضع على الارض. واظهرت على ما يبدو مشاهد مصورة مروعة بثها على الانترنت متظاهرون في الايام الاخيرة لقوات الجيش وهي تطلق النار على حشود من المحتجين العزل. وقطعت الكهرباء والاتصالات عن معظم انحاء نوى بحلول المساء واقام سكان بعضهم مسلح حواجز في الشوارع استعدادا للتصدي لهجوم. وهتف المشيعون فى نوى الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمالي درعا حيث تفجرت المظاهرات ضد حكم الاسد الشهر الماضي "تحيا سوريا ويسقط بشار" و" ارحل.. ارحل.. الشعب يريد اسقاط النظام." وفي بلدة بانياس الواقعة جنوبي جبلة قال زعماء الاحتجاج انهم سيقطعون الطريق الساحلي الرئيسي اذا لم يرفع الحصار عن جبلة. ويقطن جبلة عدد كبير من الاقلية العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد. وقتل 100 شخص على الاقل في سوريا يوم الجمعة وهو اعلى عدد من القتلى يسقط في يوم واحد منذ اندلاع الاحتجاجات قبل خمسة اسابيع حيث اطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين المطالبين بحريات سياسية وانهاء الفساد في بلادهم التي تحكمها اسرة الاسد منذ 41 عاما. وقتل 12 شخصا على الاقل يوم السبت خلال جنازات حاشدة لمتظاهرين قتلتهم قوات الامن. وقال ناشطون حقوقيون ان الشرطة السرية السورية داهمت منازل قرب العاصمة دمشق وفي مدينة حمص بوسط سوريا واعتقلت نشطين يوم الأحد. ومن ناحية أخرى قال مسؤولون إن سوريا أغلقت معبريها الحدوديين البريين مع الأردن اليوم في أعقاب نشر دبابات سورية في مدينة درعا الجنوبية الحدودية لقمع الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية. وأكد دبلوماسي بارز في العاصمة الأردنية اغلاق المعبرين الرئيسيين السوريين في درعا ونصيب على الجانب السوري. وقال مسؤولون إن التوقيت مرتبط بما يبدو أنها عملية أمنية كبيرة تجري الآن.