قالت الولاياتالمتحدة إن للناس "حق التعبير عن اقتناعاتهم الدينية بلباسهم الديني"، في موقفٍ أعقب تغريمَ الشرطة الفرنسية مواطنة أصرّت على ارتداء النقاب الذي يسري منذ الاثنين حظر عليه وعلى الملابس التي تخفي ملامح الوجه، وهو حظر انتقده بشدة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونير متحدثا أمس "يمكنني أن أُحيلكم إلى الحكومة الفرنسية لتشرح لكم قوانينها، لكننا نؤيد الحرية الدينية والتعبير، وهذا يشمل الحق في التعبير عن الاقتناعات الدينية عن طريق الملابس الدينية". لكن تونير لم يذهب إلى حد انتقاد القانون، ووصف فرنسا ب"الحليف الوثيق". وغرّمت الشرطة الفرنسية الاثنين امرأة أصرّت على ارتداء النقاب، وكانت تلك أول حالة معروفة لتطبيق القانون الذي يمنع النقاب والبرقع والنظارات والقبعات وما شابهها من أشياء تعيق التعرف على وجه المرء. ويغرّم القانون كل امرأة أو رجل يخالفه 150 يورو، ويفرض على من يجبر امرأة على ارتداء النقاب عقوبة تتراوح بين السجن سنة ودفع غرامة تبلغ 30 ألف يورو. ويقضي أيضا بأن يُسجَن مدة تصل سنتيْن وبأن يُغرَّم 60 ألف يورو من يفرضُ على قاصر ارتداءَ النقاب ولو داخل المنزل، رغم أن المنزل ليس بالفضاء العام الذي يقول القانون إن الحظر يسري فيه، كأماكن انتظار السيارات والمطاعم ودور السينما والشواطئ. ومنذ سريان القانون غُرّمت الشرطة بضع نساء تحدينه، أو سلمتهن إنذارات خطية. وتلقت الشرطة أوامر بالتزام أقصى درجات "اللياقة" في تطبيق القانون. وفرنسا أول بلد أوروبي يطبق الحظر، علما بأن برلمان بلجيكا أقر حظرا مماثلا لم يُشرَع في تكريسه، ويحاول اليمين المتطرف في إيطاليا وهولندا الدفع في هذا الاتجاه. ظاهرة هامشية ويقدّر المسؤولون الفرنسيون عدد من يرتدين النقاب بألفين في بلدٍ يوجد فيه ما بين خمسة وستة ملايين مسلم. ويقول مؤيدو الحظر في فرنسا إن هدفه حماية النساء مما يعتبرونه تطرفا إسلاميا، وتحسين مناخ الأمن العام. لكن المنتقدين يرون أنه سيفرض عزلة اجتماعية على المسلمات. كما يقولون إن ظاهرة النقاب هامشية جدا في المجتمع الفرنسي، لذا ف"القضية صغيرة ولا تحتاج كل هذا الانتباه" على حد تعبير الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إحسان أوغلو. وانتقد أوغلو متحدثا أمس في واشنطن -حيث يشارك في منتدى أميركا والعالم الإسلامي- حظرَ النقاب قائلا "من يرتدين النقاب خاصة في الدول الأوروبية والغربية شريحة صغيرة جدا، وأنا لا أفهم لم تُقرّون تشريعا يمنعه". وأضاف "بدأت أوروبا تغدو ليست أرضَ الحرية، بل أرض المحظورات".