نشرت صحيفة «هآرتس»أمس الخميس، تقديرات حول عدد القتلى الإسرائيليين في حال نشوب حرب بين إسرائيل وإيران وحزب الله، وتداعيات الحرب في حال انضمام سوريا إليها. وقالت الصحيفة إن التقديرات التي وضعها خبراء العمليات في أذرع الأمن الإسرائيلية تقول، أنه في حال نشبت حرب بين إسرائيل وإيران وحزب الله فسيكون عدد الضحايا الإسرائيليين 200 قتيل يرتفع عددهم إلى 300 في حال انضمام سوريا للحرب. وأشارت إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك كان أثار تذمرا وسخطا عاما، بعد أن أعلن في مقابلة مع الإذاعة العسكرية، أنه في حال مواجهة عسكرية مع إيران، سيكون عدد القتلى الإسرائيليين أقل من 500 شخص في الجبهة الداخلية . وحاول براك يومها التقليل من حدة الخطر والتهديد الإيرانيين، معربا عن اعتقاده أن جزءا من التوقعات السوداوية بشأن سقوط آلاف القتلى في الجبهة الداخلية أو حتى عشرات الآلاف لا أساس لها من الصحة. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التقديرات التي نشرتها تعتمد أساسا على حسابات خاصة أجراها قسم أبحاث العمل الميداني،وتم عرضها في الجيش خلال التدريبات والمناورات العسكرية وأمام المستوى السياسي أيضا. وتعتمد هذه التقديرات والحسابات على عدد الصواريخ والقذائف الصاروخية المتوفرة في الطرف الآخر، وفقا للحسابات المعتمدة على الحروب السابقة، ووفقا لدرجة جاهزية الجبهة الداخلية في إسرائيل. وقالت إن إيران تمتلك، وفقا لما نشر في وسائل إعلام غربية، عدة مئات من الصواريخ بعيدة المدى من مجموعة صواريخ شهاب المختلفة والتي يمكنها الوصول وضرب أهداف داخل إسرائيل. ووفقا للتقديرات فإنه في حال هجوم إسرائيلي ضد إيران فسترد الأخيرة على الهجوم دون استنفاد كامل ترسانتها العسكرية من الصواريخ، وبالنظر الى أن قسما من هذه الصواريخ لن يصيب الهدف وسيسقط في مناطق مفتوحة، فيما سيتم إسقاط قسم آخر منها، إلا أن التقديرات الإسرائيلية تقول بأن عشرات الصواريخ الأخرى ستضرب الأهداف المدنية، مع الاعتقاد بأن هذه الصواريخ ستوجه لضرب منطقة المركز، في تل أبيب ومحيطها. ومع اعتراف الدوائر الأمنية المختلفة بنوعية الصواريخ الإيرانية، إلا أنها ترى وجود عدة عوامل ومركبات ستقلل من أثر الضربة الإيرانية، منها مثلا عدم الكثافة السكانية وقلة كثافة البناء في الأحياء السكنية ، والمواصفات المتشددة في الخمسينات التي كانت تلزم أن يتم عند إنشاء كل بناء متعدد الطوابق وكل مبنى سكني أن يكون له هيكل من الباطون المسلح، ناهيك عن إضافة الملاجئ المحصنة والغرف الآمنة، وفوق كل ذلك سلوك المواطنين في حال إطلاق صفارات الإنذار ومدى جاهزية الجبهة الداخلية ، وهي عوامل ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنها قادرة على امتصاص الضربة الإيرانية وتقليل حجم الخسائر والأضرار التي قد تسببها. وكشفت الصحيفة مثلا أن منظمات الإنذار الأمريكية من طراز X توفر للجبهة الداخلية والمواطنين مدة زمنية كافية للاختباء ودخول الملاجئ والغرف الآمنة،وتمتد هذه المدة لغاية 15 دقيقة في حالة إطلاق صواريخ من إيران. وبحسب التقديرات المذكورة فإنه في حال مواجهة مع حزب الله ، الذي تقدر ترسانته الصاروخية ب60 ألف صاروخ، فإن الأمر يتوقف كثيرا على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي وقدرة أذرع الاستخبارات المختلفة على ضرب هذه القذائف والصواريخ وهي مازالت على الأرض في قواعدها قبل إطلاقها ، إذ سبق للجيش الإسرائيلي خلال الحرب الثانية على لبنان ضرب عشرات المنازل التابعة لناشطي حزب الله والقضاء على الصواريخ متوسطة المدى التي كانت مخبأة عندهم قبل استخراجها واستعمالها ضد إسرائيل. مع ذلك خلصت الصحيفة إلى القول إن هذه كلها حسابات على الورق ، ومن الصعب التكهن بوزنها الحقيقي في حال نشوب حرب مع إيران ستقود أيضا إلى إطلاق الصواريخ باتجاه الجبهة الإسرائيلية الداخلية.