يبدو أنه لم يعد لدى اسرائيل حاليا ووسط حالة الهلع من تقارب مصري ايراني سوري او تأثر اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، إلا الهجوم على مصر والذي يأخذ شكل افتراءات وأكاذيب متخيلة ان يكون هذا سلاحا تخفي به حالة الذعر تلك ، وكان اخر تلك الأكاذيب عرض القناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيلي يوم الجمعة الماضية لفيلم وثائقي بعنوان "من قتل أبينا؟" يتحدث عن اغتيال "جو الون" ملحق سلاح الجو الإسرائيلي بالولاياتالمتحدة في السبعينات من القرن الماضي ويدعي ان اغتياله جاء على يد الموساد خوفا من كشف الون لما اسماه "التعاون المصري الأمريكي الإسرائيلي" في التخطيط المسبق لحرب أكتوبر 1973، بحسب تقرير أعده الزميل محمد عطية ونشره موع (الدستور الأصلي). من جانبه، قال المؤرخ الإسرائيلي اوري ميلشتاين المشارك في صناعة الفيلم أن عملية اغتيال الون وباعتراف موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي وقتها لم تتم يأيدي فلسطينية مضيفا ان العملية لم تتم أيضا بهدف السرقة ولفت ميلشتاين إلى أن كل التحقيقات حول تلك القضية اثبتت ان تصفية الون تمت على يد جهاز استخباري محترف وفقا لما نقله عنه كل من موقع هجئولا الاخباري وراديو قول هليف الاسرائيليين أمس. وأضاف ميلتشاين والذي كتب عدد من المؤلفات على رأسها السيرة الذاتية لاسحق رابين رئيس وزراء اسرائيل الأسبق ان القناة الإسرائيلية قامت بعرض الفيلم لأول مرة في عرض خاص لعدد من المدعوين مشيرا في تصريحاته إلى أن الفيلم سيتم عرضه للجمهور الإسرائيلي من خلال برنامج "ماباط شيني" الذي تقدمه القناة الأولى الإسرائيلية وذلك يوم الأربعاء المقبل في الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت إسرائيل. وأشار ميلشتاين إلى قيامه من خلال الفيلم بعرض النتائج التي توصل اليها بحثه المستمر هو وعدد من الاصدقاء والتي تفيد بأن حرب أكتوبر وهزيمة إسرائيل لم تكن بسبب تقصير من المخابرات الاسرائيلية وأن تل أبيب لم تقم بتعبئة قواتها ولكن بسبب تعاونها مع القاهرة وواشنطن في وضع "خطة سرية" لمنح مصر نصرا صغيرا والفيلم يشير إلى أن الون قتل بعد كشفه تفاصيل تلك الخطة وكان اغتياله اجهاضا كي لا تفشل ، وأضاف المؤرخ الإسرائيلي في نهاية تصريحاته أن الفيلم سيكون صادما ومزعزا للعديد من الأساطير التي زرعنها المؤسسة الاسرائيلية وخدامها من الأكاديميين والإعلاميين بتل أبيب. وتحت عنوان "القصة وراء حرب الغفران" أشار موقع جيئولا المحسوب على حركة حبد اليهودية المتطرفة إلى أن الفيلم الوثائقي يتحدث عن ملابسات عملية اغتيال جو الون ملحق سلاح الجو الاسرائيلي بالولاياتالمتحدة في الأول من يوليو عام 1973 مضيفا ان الفيلم يظهر تورط الموساد في تصفية الون خوفا من ان يكشف التعاون بين القاهرة وواشنطن وتل أبيب في تخطيط حرب أكتوبر فيما بينهم. وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقريره أن " الفيلم الوثائقي يكشف عن الدافع وراء عملية الاغتيال فحرب اكتوبر كما بدأت وانتهت بنتائجها المفزعة كانت ثمار "تخطيط مسبق "بين كل من إسرائيل ومصر والولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك لإتاحة الفرصة لواشنطن كي تحل مكان الاتحاد السوفييتي وقتها في الحلبة السياسية بالمنطقة ووفقا لاتفاقية تم توقيعها بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن تم اتخاذ قرار ببدء حرب يفوز فيها المصريون بنصر محدود ، كالسيطرة على القواعد الاسرائيلية بقناة السويس وما شابه ، وتقوم تل أبيب بمحاولة لغزو مصر يتم طردها بعدها على يد الولاياتالمتحدةالأمريكية " وفقا للتقرير.