ما إن انتهت الأزمة الإسرائيلية التركية على خلفية مسلسل وادي الذئاب الذي بثته فضائيات تركية حتى بدأت أزمة فضائية وسينمائية جديدة تمثلت في فلم "ولاد العم" المصري، الذي يعيد أجواء الصراع المصري - الإسرائيلي إلى السطح ومن نافذة ثقافية سينمائية حديثة. ويحكي الفيلم قصة ضابط في الموساد الإسرائيلي يكوِّن شبكة جاسوسية للاغتيالات في مصر ويرتبط بفتاة مصرية دون علمها بحقيقته ويهرب بها إلى إسرائيل رغما عنها وحينها تتدخل المخابرات المصرية لإنقاذها وسط أحداث درامية شيقة. وصورت مشاهد الفيلم في سوريا حيث مشاهد الجدار العازل، وجنوب إفريقيا حيث مشاهد تل أبيب، وبورسعيد والقاهرة حيث مشاهد الهروب ومبنى المخابرات. وكما أن مسلسل وادي الذئاب أثار ضجة في الصحافة الإسرائيلية وأدى إلى توتر سياسي فإن فيلم "ولاد العم" ينتظر أن يثير ضجة كبرى على الساحة الثقافية العربية ثم على الساحة السياسية، حيث أعاد إلى الأذهان الصراع الثقافي العربي الإسرائيلي على مستوى الأعمال الدرامية والسينمائية والثقافية بشكل عام. وجاء أول الانتقادات الإسرائيلية من (روعي نحيماس) المحلل السياسي الإسرائيلي الذي يكتب غالباً في الشؤون العربية حيث كتب مقالاً بعنوان (صوت العرب)، قال فيه إن الفيلم يحض على الكراهية ويشبه اليهود بالنازيين وأنه فيلم هزيل وفيه هيستيريا عنصرية. وتحدثت (يديعنوت أحرنوت) عبر كاتبها أن سيناريو الفيلم كان يواجه رفضاً رقابياً إلا أنه أخذ الضوء الأخضر من جهات رقابية وأمنية وثقافية على رأسها فاروق حسني الذي خسر مقعده في اليونسكو بسبب معاداته لليهود. وصرح نجوم الفيلم للصحافة العربية مفتخرين بعملهم، وقالت منى زكي للشرق الأوسط اللندنية "الفيلم يتبنى مبدأ لا للتطبيع مع إسرائيل"، وأشارت إلى ضرورة التفريق بين اليهودية والصهيونية وأن هناك يهوداً يرفضون الصهيونية. وكانت إسرائيل انتقدت بث المسلسل التركي "وادي الذئاب" الذي يصور إسرائيل أنهم خاطفو أطفال ومجرمو حرب، وجاء بث المسلسل في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، مما جعل له نكهة خاصة وذكرى مهمة في الشارع التركي.