قالت مصادر اسرائيلية ان قرار الجيش الاسرائيلي بمنع وصول اسرائيليين الى المنطقة الحدودية مع مصر والحزام الامني، جاء في اعقاب فشل الجهود الاميركية في تنسيق النشاط المصري - الاسرائيلي المشترك لمواجهة ما يسميه الاسرائيليون "ارهاب سيناء"، ورفض المصريين اعادة خط الاتصال المباشر بين قصر الرئاسة في القاهرة ومنظومة الامن الاسرائيلية في تل ابيب، كما كان في عهد نظام الرئيس حسني مبارك. وبحسب المصادر المقربة من الموساد، فان نائب وزير الدفاع الاميركي لشؤون الاستخبارات، مايكل فيكرز، وصل الى مصر في السادس من الشهر الجاري في محاولة "لتفعيل الحرب ضد الارهاب"، وفق ما اتفق عليه في الأسبوع الثالث من شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة، عند اتخاذ قرار وقف اطلاق النار بعد عملية "عمود السحاب". واضافت المصادر الاسرائيلية ان المستويات السياسية والعسكرية والاستخبارية المصرية تنصلت من هذه الالتزامات بحجّة الاوضاع السياسة غير المريحة. وربط الاسرائيليون بين الرد المصري وزيارات قياديين ايرانيين الى القاهرة فكتب موقع"دبكا" الاسرائيلي يقول:" القلق في واشنطن وتل ابيب من التقارب بين القاهرةوطهران نابع في الأساس من أن المبادر الرئيسي لهذه الخطوات هي قطر، التي أعلنت، هذا الأسبوع، أنها على استعداد لمساعدة مصر اقتصاديا وتقديم قرض بقيمة 2 بليون دولار إضافة إلى بليوني دولار قدمت إلى مصر في السنة الماضية. والسؤال الذي يطرحونه في واشنطن وتل ابيب لماذا تقف قطر خلف المتمردين السوريين ضد الرئيس السوري بشار الأسد وتدعم وتشجع فجأة التقارب المصري الإيراني؟ هل قطر تتطلع إلى إقامة محور إيراني مصري قطري بدلا من محور طهراندمشق حزب الله في الشرق الأوسط؟ تتساءل المصادر الاسرائيلية وتجيب: "بالنسبة لإسرائيل هذه التساؤلات لها أهمية كبيرة نظرا لأن قطر تحاول في الآونة الأخيرة أن تشمر عن ذراعيها من الناحيتين الاقتصادية والمالية ليس فقط باتجاه القاهرة وإنما أيضا باتجاه حركة حماس والسلطة الفلسطينية. اما القلق الاكبر، حسب الاسرائيليين، سيكون في حال تمت هذه الخطوات القطرية من خلال تنسيق مع مصر لانها ستؤدي في نهاية الأمر إلى دخول إيران من الباب الخلفي إلى رام الله أيضا. ويربط الاسرائيليون بين هذا الوضع وتصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، مؤخرا حول خطر سيطرة حماس على الضفة الغربية وما اعلنه رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، بان الحدود الاسرائيلية- المصرية ليست حدود سلام، وما قام به من خطوات لتعزيز الوضع الامني في تلك المنطقة، بينها تشكيل وحدة جيش خاصة للدفاع عن الجزء الجنوبي من حدود اسرائيل مع مصر. وبرأي الاسرائيليين، فإن اقامة السياج الحدودي مع مصر لن يكفي لمواجهة التهديدات التي تواجهها إسرائيل. كما لا يمكن ايضا لاي سياج حدودي مع سورية ان يواجه المخاطر ووقف التغييرات الإستراتيجية التي تجري في دمشقوالقاهرة أو تلك التي تحدث في شبه جزيرة سيناء، على حد ما ذكرت المصادر الاسرائيلية.