أعْرَب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن إدانته للأعمال القمع التي تعرَّض لها المحتجُّون في سوريا، داعيًا الرئيس بشار الأسد لإجراء إصلاحات شاملة. وقال الاتحاد في بيانٍ نشر على الإنترنت :: إنّه يتابع بقلقٍ شديدٍ ما يقع في سوريا من اعتداءات متتالية على المتظاهرين سلميًا في العديد من المدن والمحافظات، والاعتداءات على المُصلّين المعتصمين في المسجد العمري، والمسجد الأموي في دمشق وحلب". وأشارَ الاتحاد إلى أنه في ظلّ تزايد تعسُّف الأمن السوري في تعامُلِه مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة، فإنّه يدعو إلى التوقف عن القتل وإراقة الدماء، والبدء في تحقيق مطالب الشعب المشروعة التي يكفلها لهم الإسلام. كما أكَّد الاتحاد على الطابع الشعبيِّ والسلميّ للتظاهرات والتجمعات، وعلى مشروعية الحقوق المدنية للشعب السوري التي تكفلها له جميع المواثيق والمعاهدات الدولية، داعيًا في الوقت ذاته المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء عليها. وفيما يلِي نصّ البيان: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدين الاعتداءات على المتظاهرين سلميًّا وانتهاك حرمة المساجد، ويؤكّد على وجوب احترام الحقوق المدنية للشعب السوري، ويدعو الرئيس السوري لرفع المظالم وإجراء إصلاحات شاملة الحمد لله وحدَه، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. (وبعد) يُتابِع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلقٍ شديدٍ ما يقع في سوريا من اعتداءات متتالية على المتظاهرين سلميًّا في العديد من المدن والمحافظات، والاعتداءات على المصلين المعتصمين في المسجد العمري في درعا، والمسجد الأموي في دمشق وحلب، وما نتَج عنه من انتهاك لحرمة المسجد ومن قتلى وجرحى واعتقالات في صفوف المطالبين سلميًّا بحقهم في الحرية. وفي ظلّ تزايد تعسُّف الأمن السوري في تعامله مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة، ومع تزايد القتلى والجرحى والمعتقلين، فإنَّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وانطلاقًا من واجبه الشرعي تجاه قضايا الأمة، يُعْلِن ما يلي: 1- يستنكر الاتحاد بشدة انتهاك حرمة المساجد وحرمة المصلين، ويدين قتل الأبرياء واعتقال المتظاهرين سلميًّا، محذرًا من خطورة إراقة الدماء وآثارها في الدنيا والآخرة {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93]، ومذكرًا بعاقبة الطغاة: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَاد* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:9-12]، كما يقدِّم التعازي، ويواسِي الشعب السوري وذوي الشهداء والجرحى والمعتقلين في جميع مدن ومحافظات وقرى سوريا. 2- يدعو الاتحاد الحكومة السورية إلى التوقُّف عن القتل وإراقة الدماء، وسحب الجيش من المدن التي يحاصرها، والبدء الفوري والفعلي في تحقيق مطالب الشعب السوري المشروعة، من حريات عامة، وحقوق الإنسان، وتوفير العدالة والكرامة وغيرها والتي يكفلها لهم الإسلام وجميع القوانين الإنسانية الدولية، داعيًا إلى الاستفادة والاتعاظ من الغير، "فالعاقل من يتعظ بغيره". 3- يطالب الحكومة السورية أن تكفل للشعب السوري الحقّ في التظاهر والتجمع السلمي والتعبير عن الرأي بكل حرية، وذلك احترامًا لتعهداتها الدولية في هذا المجال، وأن تحمي المتظاهرين من أي اعتداء. 4- يدعو الاتحاد السلطات السورية إلى إنهاء حالة الطوارئ المعلنة منذ عشرات السنين، وما يرتبط بها من أحكام عُرفية ومحاكم استثنائية، وإنهاء ملف المهجرين بعودتهم إلى بلادهم وكفالة جميع حقوقهم، وإعادة الحقوق المدنية والسياسية التي سُلِبت منهم، أو حرموا منها طول العهود السابقة. 5- يؤكّد الاتحاد على الطابع الشعبي والسلميّ للتظاهرات والتجمعات، وعلى مشروعية الحقوق المدنية للشعب السوري التي تكفلها له جميع المواثيق والمعاهدات الدولية، داعيا المتظاهرين إلى الحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وعدم الاعتداء عليها. 6- يدعو الاتحاد علماءَ المسلمين للوقوف مع الحق وعدم الانجرار وراء الدفاع عن الظلم مهما كان الثمن؛ لأنهم ورثة الأنبياء، وقد فرض الله عليهم أن يُبَيّنوا الحق ولا يكتموه، قال تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب:39]، كما يدعو علماء وشعوب الدول الإسلامية والعربية عمومًا للوقوف مع إخوانهم بالدعاء والتأييد. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}[يوسف:21] صدق الله العظيم الأمين العام الرئيس الأستاذ الدكتور علي القره داغي الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي