أعرب "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" عن قلقه تجاه "الأعمال العدوانية" ضد المتظاهرين باليمن الذين يطالبون بإسقاط الرئيس علي عبد الله، معلنًا تأييده لمطالب الشعب اليمني ووقوفه معها، وحذر من "التساهل في إراقة الدماء"، داعيًا جميع مكونات الشعب اليمني إلى الوحدة الوطنية والثبات. ونقلا عن مفكرة الإسلام فقد قال الاتحاد في بيانه- إنه يؤيد مطالب الشعب اليمني ويقف معها، ما دامت ملتزمة بالتظاهر السلمي الذي تقره مواثيق حقوق الإنسان ودساتير العالم، وندد "بالأعمال العدوانية ضد المتظاهرين المسالمين"، التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى. وحذر البيان من "التساهل في إراقة الدماء المحرمة، التي تراق من أناس أبرياء دون أي اعتبار لحرمتها وخطورتها. واعتبر استخدام الغازات السامة ضد المتظاهرين، "جريمة إنسانية". ودعا البيان الجماهير المحتجة إلى الصبر والثبات على المبادئ، وإلى الحفاظ على سلمية التظاهر، وتحريم الدماء والأموال والممتلكات العامة والخاصة، و"الابتعاد كليا عن إراقة الدماء البريئة"، وأن "يُظهروا للعالم القيم الإسلامية والحضارية كما كان عليها إخوانهم بمصر". كما دعا الاتحاد في بيانه جميع مكونات الشعب اليمني وأطيافه السياسية، والجيش اليمني إلى الوحدة الوطنية الجامعة، واتخاذ موقف موحد يحقق للشعب اليمني مطالبه ومصالحه، ويدرأ عنه المخاطر التي تهدده في وحدته وتقدمه. وأشار إلى أن ما جرى في تونس ومصر عبرة لمن يعتبر، مضيفا أن "الحكمة اليمانية ستتغلب على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية". نص البيان: الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا محمد، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببالغ القلق الأوضاع الحالية في اليمن، والمظاهرات الشعبية السلمية المستمرَّة منذ فترة ضدَّ الفساد والظلم، والاعتداءات التي وجهت إليها ولا سيما صباح هذا اليوم (السبت)، التي راح ضحيتها عدد من القتلى، ومئات من الجرحى، واستعمل فيها الرصاص الحيّ والغازات المؤدية إلى الغثيان والإغماء. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئيسه ومجلس أمنائه، وأمانته العامة وأعضائه يرى ما يأتي: 1 يؤيد الاتحاد العالمي مطالب الشعب اليمني ويقف معها، مادامت ملتزمة بالتظاهر السلمي الذي تقره مواثيق حقوق الإنسان ودساتير العالم، مندداً بالأعمال العدوانية التي وجهت ضد المتظاهرين المسالمين، التي أدت إلى سقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى، مترحماً على الشهداء، داعيا الله بأن يكتب لهم أجر الشهادة، وللجرحى بأن يعجل الله شفاءهم، ويجبر كسرهم، ويؤكد الاتحاد بأن المظاهرات السلمية مشروعة، وأنها نوع من الشكوى ومن الدعوة إلى التغيير ومن التواصي بالحق، ومن النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه كلها قيم ومبادئ يرضي عنها الإسلام ويحث عليها. 2 ويحذر الاتحاد أشد التحذير من التساهل في إراقة الدماء المحرمة التي تُراق من أناس أبرياء دون أي اعتبار لحرمتها وخطورتها، مذكراً الظالمين بالعواقب التي بيَّنها الله تعالى لهم، وسجلها التاريخ الإنساني فقرر القرآن مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]، وقال تعالى: { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء:93]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً"، وقال ابن عمر: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها: سفك الدم الحرام بغير حلّه" رواه البخاري وغيره. بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " رواه النسائي وغيره. ومن هنا يحذر الاتحاد قوات الأمن والشرطة من وقوع غضب الله تعالى ولعنته عليهم ولعنة التاريخ عليهم، إذا ساهموا في جرائم القتل والاعتداء والبغي ضد شعبهم: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [الفجر: 14]، كما ينكر الاتحاد أشد الإنكار: استخدام الغازات السامة ضد المتظاهرين، التي تؤدي إلى الغثيان والإغماء وغيرها، فهذه جريمة إنسانية، وجريمة إسلامية. 3 يدعو الاتحاد الجماهير المحتجة إلى الصبر والثبات على المبادئ، وعلى الحفاظ على سلمية التظاهر، وعلى تحريم الدماء والأموال والممتلكات العامة والخاصة، والابتعاد كلياً عن إراقة الدماء البريئة، وأن يُظهروا للعالم القيم الإسلامية والحضارية كما كان عليها إخوانهم بمصر، وأن يكونوا على يقين بأن الله معهم وناصرهم ماداموا مع الله تعالى {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ}[آل عمران160]. 4 يدعو الاتحاد جميع مكونات الشعب اليمني وأطيافه السياسية، والجيش اليمني إلى الوحدة الوطنية الجامعة، وإلى الحكمة اليمانية لاتخاذ موقف موحد يحقق للشعب اليمني مطالبه و مصالحه ، ويدرأ عنه المخاطر التي تهدده في وحدته وتقدمه. وأخيراً فإننا واثقون من أن الحكمة اليمانية ستتغلب على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية، بإذن الله فالوطن فوق الحزب، والأمة فوق القبيلة، والشعب فوق الرئيس والإسلام فوق الجميع. وفيما جرى في تونس ومصر عبرة لمن يعتبر، والسعيد من وعظ بغيره، وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار. والله نسأل أن يحفظ الشعب اليمني من كل سوء، ويجعل يومه خيرا من أمسه، وغده خيرا من يومه،آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . الأمين العام أ.د. علي القره داغي رئيس الاتحاد أ.د. يوسف القرضاوي