توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالقمع الدامي للاحتجاج في اليمن، وذلك إثر سقوط 47 قتيلا و617 جريحا أمس في ساحة التغيير وسط العاصمة اليمنية صنعاء، مطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية. ودعت جميع الأطراف اليمنية للتحاور للوصل بالبلاد إلى بر الأمان. وطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاسبة المسؤولين عن الهجمات التي وقعت، وأعرب عن تأييده لتغيير سياسي في اليمن يلبي طموحات المواطنين هناك وتشارك فيه كل الأطراف السياسية. وأميركيا كذلك أعربت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن قلق بلادها التي تسعى إلى "التحقق من معلومات" أفادت بأن المتظاهرين قتلوا إثر "تدخل قوى الأمن" مطالبة "بإنهاء العنف في اليمن". كما نددت فرنسا لما وصفته "بالهجمات الدامية" ضد المتظاهرين المطالبين برحيل صالح، وصرح المتحدث باسم خارجيتها بيرنار فاليرو بأنه بات من الضروري أن تتوقف هجمات القوى الأمنية والجماعات المسلحة الموالية للحكومة على أشخاص يمارسون حقهم في التعبير والتظاهر. من جهتها أعربت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن الاستياء حيال إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى في صفوفهم. وحثت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على احترام حق التظاهر السلمي. وفي موسكو أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها جراء أعمال العنف داعية أطراف الأزمة إلى التحلي بالمسؤولية. وطالبت السلطات اليمنية وجميع الفصائل السياسية بضبط النفس وتبني مقاربة مسؤولة حيال مصير البلاد. عربيا وعربيا أدانت قطر ما وصفته الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات اليمنية ضد المتظاهرين في صنعاء. وأعربت عن حزنها لسقوط العديد من الضحايا. وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها تتابع بقلق بالغ التطورات المؤسفة للأحداث الجارية في اليمن والتي أدت إلى سقوط الضحايا. ودعت تونس من جانبها إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في اليمن، معربة عن حزنها الشديد ورفضها القاطع لأعمال العنف التي استهدفت المدنيين العزل وأدت إلى مقتل العشرات وجرح أعداد كبيرة منهم. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة بما وصفه باستخدام السلطات اليمنية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وكرر دعوته بضبط النفس، وذكر الحكومة اليمنية بأن من واجبها حماية المدنيين. وأعرب المسؤول الدولي عن إيمانه بأن لا بديل للحوار المتعدد الأطراف بشأن الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش الولاياتالمتحدة إلى تعليق مساعدتها العسكرية لليمن بسبب أعمال العنف التي أدت لمقتل مدنيين. واعتبرت المنظمة في بيان صدر أمس أن "الرئيس صالح يمضي وقته في الوعد بوضع حد للهجمات على المتظاهرين ومع ذلك فإن عدد القتلى يزداد باستمرار". وأشارت هيومن رايتس -التي تتخذ من نيويورك مقرا لها- إلى أن الولاياتالمتحدة زودت اليمن بمساعدة بلغت قيمتها ثلاثمائة مليون دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة، بهدف مساعدة هذا البلد على مواجهة تهديد القاعدة. وشكل يوم الجمعة أمس أكثر الأيام دموية منذ انطلاق الاحتجاجات اليمنية في أواخر يناير/كانون الثاني، وقد نفى الرئيس اليمني أن تكون قوات الأمن هي التي أطلقت النار في ساحة التغيير وأعلن حالة الطوارئ في جميع انحاء اليمن معربا عن "الأسف" لمقتل المتظاهرين وقال إنهم "شهداء الديمقراطية".