يخوض ثوار ليبيا، معارك طاحنة حاليًا، لمنع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي من دخول بنغازي، معقل الثورة الليبية، حيث بدا عليهم التماسك لصد أية هجمات على المدينة. وقال متحدث باسم الثوار: إن قوات القذافي شنت اليوم الخميس غارات جوية على ثلاثة أماكن على مشارف مدينة بنغازي التي يسيطر عليها الثوار، واستهدفت موقعًا رابعًا إلى الجنوب. وقال المتحدث باسم المعارضة المسلحة في بنغازي والذي طلب عدم نشر اسمه تجنبًا للانتقام المحتمل من أسرته "ليست لدينا أدلة على أن الغارات سببت أي ضرر. تبدو لنا مثل تحذير أو تحدٍ للمجتمع الدولي." وقال: إن إحدى الغارات وقعت قرب مطار بنينا إلى الشرق من المدينة، وأضاف أن مسئولي المطار أبلغوه بأنه لم تحدث أضرار. وتابع أن غارة استهدفت بلدة بوعطني إلى الشرق من بنغازي أيضًا في حين استهدفت غارة ثالثة الشمال الغربي للمدينة، وقال: إن الموقع الرابع قرب بلدة قمينس على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي بنغازي. بدوره، قال التلفزيون الليبي الرسمي اليوم الخميس: إنه سمع إطلاق نار وانفجارات في مطار بنغازي معقل الثوار. ولم يعط المزيد من التفاصيل. وأعاق الثوار حول أجدابيا وهي بلدة إستراتيجية على الطريق الساحلي، زحف قوات القذافي على بنغازي، لكن "المرتزقة" حذروا الليبيين من أنه يضع عينه على المدينة وطلب من الناس مغادرة المواقع التي يسيطر عليها الثوار. وتقول وكالة "رويترز": إنه لدى الاقتراب من أجدابيا يمكن مشاهدة سيارات محترقة ملقاة على جانب الطريق في الوقت الذي تستعرض فيه قوات القذافي المدفعية والدبابات وقاذفات الصواريخ المتنقلة وهي أسلحة ثقيلة بدرجة أكبر كثيرًا من تلك المتوفرة لدى قوات الثوار. وقالت الولاياتالمتحدة -التي كانت تبدي فتورها قبل ذلك إزاء فكرة التدخل العسكري الأجنبي-: إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يبحث فرض إجراءات تتجاوز مسألة إقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا. فيما قالت الخارجية الفرنسية في بيان: "نظرًا للحاجة الملحة التي يعيشها السكان الليبيون خاصة في بنغازي قرر آلان جوبيه التوجه إلى نيويورك لدفع الاقتراع بالموافقة على هذا القرار بأسرع وقت ممكن." وأضافت أنه لا يمكن أن يحدث أي تدخل عسكري في ليبيا دون مساندة الأممالمتحدة أو دون المساعدة النشطة ومشاركة من جانب الدول العربية. لكن روسيا والصين وألمانيا والهند وغيرها من الدول الأعضاء إما ما زالت مترددة أو أبدت شكوكًا إزاء اقتراح فرض منطقة حظر طيران. واستبعدت إيطاليا التي ستكون قاعدة محتملة للعمل العسكري التدخل العسكري في ليبيا.