قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف لا يصلح إلا أن يكون عالميا، وذلك لأن عدد المسلمين فى العالم أكثر من عدد الكاثوليك، والأزهر جمد حواره مع الفاتيكان نتيجة للإهانات الكثيرة التى وجهها لمصر والعالم الإسلامى، وإن هذا القرار نابع من دوره الدينى الذى يلزمه بذلك. وانتقد شيخ الأزهر موقف بعض المؤسسات والهيئات الذى تحول بنسبة 180 درجة قبل وبعد الثورة ووصفه بالأخلاقية، لافتا إلى أن هؤلاء يرغبون فى ارتداء ثوب البطولة، والفئة الوحيدة التى يحق لها ذلك هم شباب الثورة الذين خرجوا وهم يحملون أرواحهم فوق أكتافهم. وأكد "الطيب" أن الأزهر ليس حزباً سياسياً وليس مطلوباً منه أن يصفق لأحد أو يثور على نظام معين، فالأزهر فوق الجميع، فدور الأزهر علمى والحفاظ على الهوية الإسلامية وثقافتها، ولا يجب أن يتقيد بسلطة معينة، وإذا فعل ذلك سيموت، فالأزهر له سياسته واستقلاليته. وعن تصريحاته بالدعوة لعدم الخروج لميدان التحرير، بررها بأنه قال ذلك حقنا لدماء المصريين، فميدان التحرير به الكثير من الشباب، لافتا إلى أنه لم يكن هناك فى ذلك الوقت سلطة ليجاملها، مؤكدا أن الأزهر يخرج ويثور عند مواجهة الاستعمار الأجنبى. وأضاف "الطيب" أن الأزهر كان متبنيا لمطالب الثورة، وأنه لم يتحول عن موقفة، بدليل أنه لم يقبل استقالة المتحدث الرسمى باسم الأزهر، والذى كان متواجدا مع المتظاهرين بميدان التحرير، مشيرا إلى أن الأزهر له مرجعية إسلامية بخلاف إيران و90% من العالم الإسلامى سنة. وعن انتخاب شيخ الأزهر، أكد أن الأزهر منذ نشأته ومنصب شيخ الأزهر بالتعيين، لافتا إلى أن شيخ الأزهر يختار من مجتمع المصريين، وليس من مجتمع الملائكة، وهناك أخطاء وسلبيات بالأزهر كانت فى العهود القديمة، ونظام عبد الناصر هو أول نظام أضعف الأزهر، وذلك لارتمائه فى أحضان الشيوعية والنظام الاشتراكى، موضحا أن هناك الكثير من المؤسسات الدينية والدعاة الممولين، مشيرا إلى أنه إذا حدث انتخاب فمن الممكن أن يشتروا هؤلاء الأصوات ويمثلوا الأزهر مما يضر به، نظرا لعدم حريتهم فى أخذ القرار والتى تكون إملائية. وأشار إلى أن مصر إسلامية المرجعية، وإسلامية الحضارة والثقافة، ومن حق مصر أن تكون لها مرجعية إسلامية، وهذا لا يعنى أنها مرجعية دينية، ومن حق الأقباط أن يحتكموا إلى شريعتهم متى طلبوا ذلك، وهذا لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وإذا رغبوا فى تعديل المادة الثانية من الدستور يحق لهم إضافة تلك الجملة ونرحب من يلجأ إلينا للاحتكام. ورداً على سؤال مذيع قناة العربية عن كلمة حق يوجهها الأزهر للسلطان، أكد أن كلمة الحق هى أفضل الجهاد، وأباح الإسلام بالصبر على المنكر والتصدى له باللسان أو باليد أو بالقلب، وهذا أضعف الإيمان، والأزهر كان مجاهداً بالقلب، والأزهر يبارك كل ثورة ضد الظلم والفساد، لافتا إلى أنه لم يكن ملائما أن نرفع الصوت ونحدث الاضطرابات فى الفترة السابقة، وأنه ضد المظاهرات الفئوية التى تعطل المصالح. وأكد فى نهاية حديثه على قيام الأزهر بإنشاء ديوان للمظالم يحتكم إليه المظلومون.