كشف الشيخ سلمان بن فهد العودة، عن محاولة ثوار مصر إنزاله هو والشيخ يوسف القرضاوي من السيارة للمشاركة في التظاهرات, وقال اعتذرنا لهم لأننا كنا في طريقنا للمطار، وقلنا لهم "يا الأجواد نحن في طريقنا إلى المطار والطائرة تفوتنا فتركونا نمر". وأفصح العودة عن رسالته التي أرسلها إلى ثوار ليبيا الذين اختاروا دخول العاصمة طرابلس ليلة فتح مكة، وطالبهم فيها أن يكون قدوتهم رسول الله، والابتعاد عن عمليات الانتقام أو التصفيات أو الملاحقة. وأكد العودة على دور الإعلام الجديد "الفيس بوك" و"تويتر" ومساهمته في إنجاح هذه الثورات, وقال هناك من يسميها "ثورة الفيس بوك" أو "ثورة تويتر"، مشيراً إلى أن الشبكات الاجتماعية أعطت محضناً جيداً للتواصل والتعارف والتنسيق والتنظيم، وأيضاً القنوات الفضائية في متابعة الأحداث وكشف ما يجري في الخفاء. وأشار إلى أنه لا يمكن أن يغيب عن ذهنه مشهد قتل القوات السورية للطفل "الخطيب" الذي بُثّ عبر "اليوتيوب", ورفض مَن يقولون إن ثورات الربيع العربي مؤامرة غربية أو مَن يقولون إن اسرائيل هي المستفيدة منها, مؤكداً أن هذا منطقٌ غير مقبول . جاء ذلك في حلقة برنامج "البيان التالي" على قناة "دليل" الذي استضاف فيها الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم، الشيخ سلمان بن فهد العودة، للحديث عن "همسة في أذن ثائر" . في بداية الحلقة، قال الشيخ العودة: ان الدول الكبرى بأجهزتها الضخمة ومخابراتها لم تكن تتوقع ثورات الربيع العربي، ولا أدل على ذلك من أن ثورة في تونس تبيّن أنه إلى وقت قريب كانت بعض الأنظمة الأوروبية، وبالذات فرنسا، كانت تدعمها وتبعث إليها بأجهزة تعرف بأجهزة التصنت والتعذيب والمراقبة لمزيد من القبضة الأمنية، ولذلك كان التعاطي الغربي مع الثورة في تونس في بدايته متردداً ومرتبكاً وضبابياً، لكن بعدما تبيّنت الأمور كان أداء القوى الغربية مع الثورة المصرية، ثم مع الثورة الليبية، والآن مع الثورة السورية بشكل أفضل. فمن الأشياء الطريفة أنه في اليوم الذي بدأت فيه المسيرات في ميدان التحرير بالقاهرة، كنت في مصر مع الشيخ يوسف القرضاوي، ومع سماحة شيخ الأزهر، ومجموعة من الإخوة هناك، وفي طريقنا إلى المطار مررنا بميدان التحرير أنا والشيخ القرضاوي كنا في سيارة واحدة، والشيء الغريب أن الشباب شاهدونا وأمسكونا في السيارة، وقالوا"انزلوا شاركوا معنا"، قلنا لهم"يا الأجواد نحن في طريقنا إلى المطار والطائرة تفوتنا فتركونا نمر"، والأكثر طرافةً أننا كنا نرى شباباً في مقتبل العمر، فإذا أبصروا رجل الأمن في طرف الشارع هرعوا هرباً ذات اليمين وذات الشمال، فكان لساني يقول "أناس يتجمعون ثم يهربون بمجرد ما يرونه كأنما فروا من قسورة إذاً هذه أعمال قديمة، ولن تؤتي أكلها، ولن يكون لها ثمرة، فإن تستمر وتمتد وتتسع حتى تصل إلى حد أن تحقق مطلوبها الأعظم." وقال الشيخ العودة: كلنا جلسنا أسابيع متسمّرين أمام الشاشة، ونسمع خطابات رسمية فيها قوة ونوع من الوعيد والإصرار، وفيها تجاهل للمحتجين, مثلما نسمع في ليبيا الحديث عن الأرانب في جحورها و"الجرذان" و"الفئران" والحديث عن أشياء قوية يظن الإنسان أن الذي يطلقها لا بد أن يكون يتكئ ويأوي إلى ركن شديد. مضيفاً الحق يقال إن الذي حدث هو شيء لابد أن يكون له جانب إلهي، وأشار: أنا أجد الكثيرين يهربون دائماً إلى قضية مؤامرة خارجية، وتساءل: لماذا لا يكون هناك استشعار بأن هناك إرادة الله - سبحانه وتعالى-؟ وقال: طرح موضوع الثورات من أكثر القضايا حساسية ربما لا يكون هناك وقت أن نعالجه الآن، لكن دعني فقط أن أشير إلى عنوانه، وهي قضية أنه حينما تلتقي السنة الإلهية الربانية التي هي عبارة عن ضرورة مع الفعل البشري هنا تحدث المعجزة، ولكن متى يكون هذا؟ هذا شيء له سر – مثلاً - الآن عندما تريد أن تفتح باباً ماذا تصنع؟ تضع المفتاح في الباب، لكن الواقع أنه ربما تُدير المفتاح ولا يفتح الباب، لماذا؟ لأنك بحاجة إلى أن تُمسك الباب بيدك وتحركه قليلاً حتى يفتح، فحركة الباب وحدها لن تفتح الباب، والمفتاح بمفرده أيضاً لن يفتح، فهنا نقطة يلتقي فيها قدر الله - سبحانه وتعالى - وإرادته وما يعبر عنه – أحياناً - بالضرورة التاريخية، أن كل الأسباب توافرت للشيء هذا. وقال الشيخ العودة :في نظري هناك قائمة طويلة من الأسباب، مشيراً إلى قضية استلهام النموذج، وقال "هذا موجود، النموذج التونسي ألهم النموذج المصري، والثاني ألهم النموذج الليبي, ثم النموذج السوري، واليمني". وأضاف أن الثورة الفرنسية – مثلاً - في 1785م ألهمت كثيراً من الثورات في أوروبا وترى نفس الحراك وُجد في أوروبا ووجدت تلك الثورات في بلد بعد آخر، وهناك ثورات نجحت وأخرى فشلت، وثورات نجحت في تغيير الدستور، وثورات انكفأت على نفسها، ولكن في نهاية المطاف تحققت أشياء. مبيناً أن مسألة استلهام النموذج موجودة في العالم، فنجد الآن ما نسميه ثورة الآمال والتطلعات أن الكل أصبح يتابع ما يجري في العالم ويقارن نفسه بالآخرين، ولذلك وجد عند الشعوب اليوم، عند الشباب، آمال وتطلعات، ولذلك قد تُفاجأ بأن هناك أوضاعاً في بلاد ما بدأت تتحسّن، ومع ذلك حدثت الثورة، يعني ليبيا على سبيل المثال، وضع ليبيا أثناء الثورة يختلف عن وضع ليبيا قبل عشر سنوات، ومع بداية الإحساس بالتحسّن وُجد تحسن حتى اقتصادي وفي المستوى الأمني نسبياً، ولكن أيضاً تذمر الناس كان في ازدياد لأن مستوى الوعي بأنفسهم قد زاد ونما، ولذلك عملية الجانب الأمني يعني عملية القبضة الأمنية تخيل أنه – مثلاً - من إلهامات الثورة الليبية أن ما جرى في سجن "أبو سليم" ألف ومائتان قتلوا في غدوة واحدة، ودفنوا في مقابر جماعية، وترتب على ذلك أن الدولة تجاهلت هذه الجريمة لأكثر من عشر إلى 15 سنة لم تتحدث عنها، ولم تخاطب أهلها أو تحاول أن تعالج الملف بطريقة أو بأخرى! وأرجع الشيخ العودة اندلاع الثورات إلى قضية الفقر والبؤس, وقال: هذه من أسباب الإلهامات دون شك، وكذلك الظلم الذي يشعر الناس به, قضية انتظار الفرصة التي تتاح للشعوب. وشبّه الشيخ العودة الثورة بأنها مثل "فيروس الحمّى" العدوى, الذي يمكن أن يوجد في جسد ما دون أن يمكن اكتشافه، ولا يكتشفه إلا الطبيب الماهر الحاذق، وب "الهوس" بما يصاحب الثورات حالات من الفوضى، والارتباك، وقال: الثورات ليست خيراً كلها، بل إن الشعوب لا تحب الثورات ولا تحب الحروب، وإذا حصلت على حقوقها أو بعض حقوقها من خلال عمليات إصلاح فهو أفضل، فالثورات في كثير من الأحيان يصاحبها نزيف دماء، وارتباك، ونوع من اختلال السِّلم الاجتماعي والمخاطر. واضاف: أنا أُشبّه الثورة بأنها مثل الثمرة، التي قد تظهر وربما تقطف قبل أوانها فتكون بلا طعم، وربما تيبس وتكون فاسدة لأسباب يمكن للإنسان أن يبحث عنها، وربما يتأخر قطافها فتكون أقل جودة وأقل ثمرة، وقد تقطف في وقتها المناسب, وهذا أمر إلهي رباني . وعن دور الإعلام الجديد "الفيس بوك" و"تويتر" ومساهمته في إنجاح هذه الثورات, قال الشيخ العودة : هذا صحيح فهناك من يسميها "ثورة الفيس بوك" أو "ثورة تويتر"، فدون شك أن هذه الشبكات الاجتماعية أعطت محضناً جيداً للتواصل والتعارف والتنسيق والتنظيم، وأيضاً القنوات الفضائية لا أحد ينكر دور – مثلاً - قناة "الجزيرة" أو"العربية" أو بعض القنوات الأخرى في متابعة الأحداث وكشف ما يجري في الخفاء، يعني – مثلاً - في سوريا القتل الشنيع الذي تعرض له الطفل "حمزة الخطيب " هذا المشهد موجود في "اليوتيوب" وأنا شاهدته عندما كنت في جنوب إفريقيا وعجزت أن يغيب هذا المشهد من ذهني، طفل 12 سنة يتم قتله، ما الذي يحمل على ذلك؟ ما الذي يدعو إلى ذلك؟ مثل هذه الممارسات السلبية السيئة هي التي تجعل الناس يمضون في طريق اللاعودة، مؤكداُ أنه من الخطأ الظن أن "الفيس بوك" أو "تويتر" هي التي أوقدت شرارة الثورات، ولكن شاركت بقوة ووفرت دعماً لوجستياً لهؤلاء الثوار. وحول سؤال هل هذه الثورات كما يردد الثوار في العواصم العربية "الشعب يريد إسقاط النظم" اي استبدال القيادة فقط؟ قال الشيخ العودة: إن العالم كله يدين للثورة الفرنسية والثورة الأمريكية بالانتقال من عصر الإقطاع والاستبداد والديكتاتورية إلى عصر حقوق الإنسان، والمشاركة، والتداول السلمي للسلطة والتعددية، إلى عصر الحريات، وكرامة الإنسان.. هنا بدأ المفهوم نوعاً ما يتغير وكثيراً ما يقع التباس عند الناس ما بين الانتفاضة وما بين حراك محدود وما بين الثورة الحقيقية، وتساءل: هل الثورة نعبر عنها حينما تنجح نقول عنها إنها ثورة؟ وقال: إن الثورة ليست عملاً اعتباطياً أو ارتجالياً أو فوضوياً أو تصرفاً فردياً وإنما هي تلك الروح التي تندفع كأن الأمر الإلهي قد حقّ، وهذا جانب النجاح. وأشار: نحن نتكلم عن ثورة التقنيات، وثورة الجينات، والثورة الإلكترونية, وهذا أيضاً تعريف أو مفهوم جديد للثورات يؤكد لنا أن الثورة ليست دائماً هي النسخ والإلغاء أو القضاء المبرم على وضع معين وصناعة وضع آخر، وإنما الثورة الحقيقية الناجحة الناضجة هي تلك الثورة التي تنتقل من واقع إلى واقع أفضل منه، وتستفيد من إيجابيات هذا الواقع. وأضاف: يجب أن يكون من ملامح الثورات الحقيقية ألا تستبدل استبداداً باستبداد آخر لكن لونه مختلف، ومن هنا علينا ألا نحتكر الرأي والتحليل، ((وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا))، من يرى أن هذه مؤامرة، ومن يرى أن هذا حراك شعبي عديم الجدوى، وهناك أناس يقولون إن "إسرائيل" هي المستفيد الأول أو الأوحد حتى من هذه الثورات. وقال: فيما يتعلق بتعدد الرأي والتحليل حول الثورات فهذه قضية يجب ألا يكون فيها احتكار، لكن من ناحية الحديث عن مؤامرة لماذا دائماً نحن مسكونون بالمؤامرة؟ وكأن طرفاً آخر هو الذي يدير الكون غير الله - سبحانه وتعالى-! نحن نقدّم خدمة جليلة لإسرائيل أو للغرب أو للشرق أو لأي جهاز حينما نقول إنه يحرك شعوباً بأكملها وملايين الناس من الأجناس والأصناف كافة، هذا دون شك أنه في نظري مثلما كان –مثلاً - في أيام "شاه إيران" لما قامت الثورة كان شاه إيران يقول إن هذه حركة شيوعية، لأن الشيوعية كانت هي النظام الفاعل آنذاك والمبغوض من قبل الغرب، فالحديث عن الشيوعية هو الذي من شأنه أن يجعل هناك اصطفافاً مع شاه إيران في مواجهة الثورة، وتبيّن أن الثورة لم تكن شيوعية, كذلك نحن نجد الآن النظام السوري يدندن دائماً في إعلامه على أن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية, وهذا نوع من الهروب إلى الأمام، فهناك نوع من رفض الإصلاح، ونوع من رفض الاعتذار، بدلاً من أن أقول أن هناك أخطاء ارتكبتها أنا، وأنا أعرف أن هذا أمر في غاية الصعوبة على مثل هذه الأنظمة أنها تقول إنها ارتكبت أخطاءً أو تقول إنها مستعدة لمبدأ التداول على السلطة، بل مستعدة أن تقاتل إلى آخر نفس . وقال الشيخ العودة: أنا أظن أن عنصر المؤامرة هو في محاولة القضاء على هذه الثورات، أو فرض العقبات أمامها، أو اختطافها أو تحويلها عن مسارها لأن تكون حرباً أهلية أو أن تكون صراعاً دموياً أو أن تكون أي نمط من الأنماط أو محاولة إلباسها لبوساً معيناً, مؤكداً أن نسبة الثورة إلى طرف من الأطراف نوع من المؤامرة – أحياناً - وقال: ان الواقع أن هذه الثورات في الغالب أنها تميل إلى أن تكون ثورات فيها جانب عفوي وهي جانب في الأصل أنها سلمية والذي دعا إلى عسكرتها كما في ليبيا هو استخدام الدبابات وصواريخ جراد وغيرها من قِبل نظام العقيد القذافي، وهكذا الآن في سوريا عملية دخول الدبابات للمدن واستخدام الأسلحة المتوسطة والكبيرة، أعتقد أنه كأنه يقول للناس "نحن سنستخدم هذه القوة فاستخدموا أنتم مثلها"!. وأكد الشيخ العودة أنه ليس قلقاً على الإسلام ولا على مرجعية الشريعة، ففي مصر الأزهر أخرج وثيقة، والبرادعي أخرج وثيقة، والمجلس الوطني أخرج وثيقة، وهناك عشرات الوثائق خرجت في مصر تكاد أن تجمع كلها على أن الشريعة هي المصدر الرئيس والمصدر الأساس والأصلي للتشريع، والإسلام هو دين الدولة الرسمي, مشيراً الى أن تعددية الرؤية والمنهج ووجود عدد من الأحزاب أمر مهم وقال: إن الثورة ليست ثورة للإسلاميين ولا العلمانيين ولا للقبيلة ولا لمنطقة شرقية أو غربية أو مدينة، هي ثورة للشعب كله. وقال الشيخ العودة الشباب الليبي الذين دخلوا العاصمة طرابلس اختاروا أن يكون الدخول ليلة فتح مكة، وكتب الله أن يتم هذا الدخول بأقل قدر من الدماء، فأنا أرسلت لهم رسالة بهذا المضمون أن يقتبسوا من القائد العظيم الذي دخل مكة - عليه الصلاة والسلام- أنه جمع أهل مكة وقال: «مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟». قَالُوا: خَيْرًا أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ:«اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»، وبناءً عليه علينا أن نبتعد عن عملية انتقام أو عملية تصفيات أو ملاحقة باعتبار أن هذا من بقايا النظام أو باعتبار أن هذا فيه أو ما فيه.. ثم تحدث الشيخ العودة عن المقصود بتطبيق الشريعة هل هي إقامة الحدود فقط؟ وقال: تطبيق الشريعة هناك مستويان: الأول مستوى الإيمان، والثاني مستوى العمل وفي الشريعة كليات وقواعد مثل: العدل، الحريات، الإنصاف، الشفافية، محاربة الفساد حتى التنمية الإصلاح هذه معاني شريعة جوهرية ضرورية كلية, مطالباً الثوار في الدول العربية التي قامت فيها ثورات بالإصرار على أن تكون الشريعة هي مصدر التشريعات والقوانين في أي بلد عربي أو إسلامي . وأكد العودة أن الثورات والحروب ليست مطلوبة دائماً، بل ليست مضمونة دائماً, مطالباً بالمسابقة في عملية الإصلاح, وقال: هذه سنة حتمية, فعملية القدرة على جس نبض الناس ومعرفة ماذا يدور في دواخلهم، وماذا يطلبون، وماذا يتمنون أنها فرصة لا تعوض. وفي مداخلة للناشط الوطني محمد سعيد طيب، اعترف فيها بأنه لم يكن يتوقع ولو بنسبة 1 % مناخات الربيع العربي وقال: إنه الفجر الصادق, مضيفاً أن البعض يحاول أن يشوّهه، لكنها الحقيقة الساطعة والصفحات الجميلة, مؤكداً أن عقارب الساعة لن تعود للوراء, محيياً الشباب العربي وقال إنهم ضحايا ونحن الجناة، هم ضحايا الفساد وإفرازات القهر وانتهاك الحريات وغياب العدالة وتكافؤ الفرص, مؤكداً أن التميُّز يكون للفئة التي تقدم خدمة أفضل للوطن، وتسهم في تطويره والارتقاء به, محذرا من مظاهر التطرف أو الاستعلاء غير المبررة والنزعات القبلية والطائفية والمناطقية وكل ما من شأنه المساس بالوحدة الوطنية. وقال الدكتور جاسم السلطان "قطر" في مداخلته: إن فرصة قيام النهضة أصبحت أكبر بكثير، يعني إذا اعتبرنا أن النهضة عبارة عن حراك أفكار ينتج تغييراً في العلاقات فأعتقد حراك الأفكار أنتج هذه الثورات، وهذه الثورات الآن تريد إنتاج عالم علاقات جديد داخل هذه المجتمعات سياسية واقتصادية محلية ودولية، والذي ننتظره جميعاً حتى نقول إنه حدثت نهضة بالمعنى المادي الخارجي هو وجود المشاريع التي يستشعرها الناس التي تشمل لهم أمرين (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(قريش: من الآية4)، فالناس تحتاج إلى تنمية، والناس تحتاج إلى حريات داخلية وخارجية بمعنى تحتاج إلى علاج احتياجات جسد الإنسان واحتياجات روح الإنسان وكرامته الوجودية، فالآن طبعاً الفرصة كبيرة جداً.