أصدرت رابطة علماء أهل السنة بيانا تندد فيه بالمجازر التي يرتكبها نظام العقيد القذافي تجاه الشعب الأعزل. وطالبت الرابطة في بيانها الذي تلقت "أنباؤكم" نسخة منه ضرورة الإيقاف الفوري والعاجل للرصاص الحي والسماح للمتظاهرين بممارسة حقهم في التظاهر السلمي. وفيما يلي تنقل "أنباؤكم" نص البيان كاملا كما ورد: الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد: فإِنَّ الْعَيْنَ لتَدْمَع وَالْقَلْبَ ليَحْزَن ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . بأي قلب يمكن للمسلم أن يستقبل الأخبار الأليمة الواردة إلينا من ليبيا الحبيبة عن مقتل عدد من أبنائها البررة على يد بعض رجال الأمن ممن يفترض فيهم أن يكونوا حماة لإخوانهم من أبناء وطنهم. وإنه لمن تحصيل الحاصل أن نُذكّر في هذا المقام بعظم إراقة الدماء، وبجريمة قتل الأبرياء، كيف والله سبحانه يقول:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }، ويقول :{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا ). وإننا نطالب بصفة عاجلة بالآتي : 1 إيقاف الكتائب الخاصة التى تقوم بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المدنيين. 2 الإيقاف الفوري لكل من أعطى الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ومن نفذ هذه الأوامر وتقديمهم إلى المحاكمة. 3 الافراج الفوري على كل المعتقلين الذين قامت عناصر الأمن بإعتقالهم وبدون أي شروط. 4 السماح للمواطنين بالتظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم بدون تخويف وترهيب . 5 احترام حق الشعب في تقرير مصيره. وإننا من باب أداء الأمانة الشرعية نتوجه بهذه الرسائل إلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. الرسالة الأولى: إلى جميع من تحمل المسؤولية، وارتدى ثوب الأمانة ، وعرّض نفسه للسؤال في الدنيا والأخرة مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم { كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ }: أن يحسنوا الاستماع إلى مطالب إخوانهم وأبنائهم الذين خرجوا ليعبروا عنها سلماً بدون عنف ولا اعتداء ، وأن ينظروا إليها بعين الحكمة والعدل والإنصاف، وأن يعلموا أن هؤلاء الشباب هم من أبناء هذا الوطن، وأن من حقهم الذي كفلته لهم جميع الشرائع السماوية وكل القوانين الأرضية أن يعبروا عن مطالبهم واحتياجاتهم ومظالمهم وطموحاتهم بكل حرية واختيار سراً وعلانية، فرادى وجماعات، ما التزموا بالسلم وعدم العدوان. الرسالة الثانية: إلى جميع الأمناء في اللجان المعنية بالأمن العام والخاص في ليبيا: أن يصدروا الأوامر وبشكل قاطع بمنع استخدام القوة ضد العزل الأبرياء، وأن يأخذوا على يد كل من يخالف ذلك، فإن لم يفعلوا فإنهم شركاء في جريمة القتل، وسيتحملون المسؤولية الكاملة أمام الله عن كل قطرة دم تراق من دماء أبناء الشعب الليبي العزيز. الرسالة الثالثة: إلى إخواننا وأخواتنا من أبناء الشعب الليبي الذين خرجوا يطالبون بحقوقهم أن يلتزموا بالتعبير السلمي، وأن يجتمعوا على كلمة سواء، ويحددوا مطالبهم بشكل واضح، وأن يلتزموا بأداب الاسلام في مثل هذه المواطن التي تنهى عن استخدام السباب، والشتائم، وظلم الآخرين، والاعتداء على ممتلكات الأبرياء وتحطيم محلاتهم أو نوافذهم أو إيقاد النار في المرافق العامة ونحوها. { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } وحرر يوم الجمعة 15 ربيع الأول 1432 رئيس الرابطة: د. أحمد الريسوني الأمين العام للرابطة د. صفوت حجازي