فاجأ الإعلامي المصري حافظ الميرازي جمهور برنامجه "ستديو القاهرة"، اليوم السبت، على قناة العربية الإخبارية بإعلان أنه سيتحدث في الحلقة القادمة من البرنامج، غدًا الأحد، عن تأثيرات تنحي الرئيس المصري حسني مبارك على موقف النظام السعودي الذي تضامن بشكل صريح مع النظام المصري السابق. وكان الميرازي -الذي بدأ حياته في إذاعة "صوت العرب" المصرية- يشغل منصب مدير مكتب قناة "الجزيرة" القطرية في العاصمة الأمريكيةواشنطن قبل أن يترك العمل بالقناة، فيما وصف وقتها بخلاف بينه وبين رئيسها الجديد وقتها وضاح خنفر، قبل أن يتعاقد قبل عدة أشهر مع "العربية" لتقديم برنامج حواري سياسي. وقال الميرازي، في ختام الحلقة التي استضاف فيها الإعلامي المصري حمدي قنديل: "في الحلقة القادمة نتحدث عن الموقف السعودي تجاه الثورة المصرية والرئيس المصري السابق، ولو أنه سمح لنا بهذا فإنه يعني أن القناة تقدم إعلاما مهنيا، وإن لم يسمح لنا فإن حلقتنا هذه ستكون الأخيرة"، فرد قنديل "أحسنت". وبدأ من اللهجة التي تحدث بها الإعلامي المصري منذ بداية الحلقة أن هناك خلافا كبيرا بينه وبين القناة التابعة لمجموعة "تليفزيون الشرق الأوسط إم بي سي" السعودية التي اتهمت الخميس بمجاملة النظام المصري بشكل فج، عندما لجأت إلى ترويج أخبار اعتبرت غير حقيقية، بينها بث تصريحات للناشط المصري وائل غنيم قالها في الصباح على أنها صدرت عنه عقب خطاب مبارك في المساء الذي تمسك فيه بالبقاء في الحكم. واعتبر نشطاء بينهم غنيم نفسه ومنظمون للثورة المصرية ما بثته "العربية" خطابا "غير مهني"، يحاول بث الوقيعة في صفوف المتظاهرين، بينما لفت البعض إلى كون الانحياز للنظام المصري السابق من جانب "العربية" جاء ردا على تسريب بنود خطاب مبارك الأخير كاملة لهم قبل ساعتين تقريبا من قيامه بتلاوة الخطاب المسجل. وتعرض مكتب "العربية" في القاهرة لهجوم ممن وصفتهم القناة نفسها بمؤيدين للنظام المصري السابق، كما تعرض عدد من مراسليها في القاهرة للاعتداء والتضييق طيلة أيام التظاهرات، حتى إن مراسلتها راندة أبو العزم تعرضت للإحراج الشديد بسبب توجيه رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق اللوم لها على الملأ، ردا على سؤال وجهته إليه في مؤتمر صحفي. وتناولت حلقة "ستديو القاهرة" التي بثت على الهواء مباشرة ظهر اليوم السبت عددا من المواقف التي اعتبرت ضمن الخطايا الإعلامية خلال الأسبوعين الأخيرين، وبينها تصريحات لشخصيات تغيرت مواقفها كليا وآخرين صدر عنهم آراء غير متوقعة. وقال الميرازي لحمدي قنديل في الحلقة، إنه خاض صراعا طويلا حتى يحصل على موافقة مسؤولي القناة لظهوره معه، وأن هذا كان مؤشرا خطيرا حول ما تجري عليه الأمور في وسائل الإعلام التي تتعامل وفق مواقف حكومات أو ملاك، وليس وفق منهج إعلامي واضح، فرد قنديل قائلا: "هذا أمر طبيعي حيث إني لي خلافات مع كثيرين، لكن الأوضاع ستتغير سريعا بالتغير القائم الآن في مصر"، على حد قوله. وشدد حمدي قنديل على أنه شخصيا وصلته سابقا الكثير من التعليمات من مسؤولين في كثير من الدول العربية، للضغط عليه، لتهدئة لهجة خطابه الهجائي لما يفعلون، بينما قال المرازي إن وزير الإعلام المصري أنس الفقي اتصل به شخصيا مرة، وقال له: "إهدى علينا شوية وهنخليك تسافر على طائرة الرئيس مثل غيرك"، على حد تعبيره. واعتبر قنديل أن الفقي بصفته وزيرا للإعلام في مصر لمدة سنوات، لكن لم يكن له طيلة تلك السنوات موقف سياسي واضح فيما يجري في البلاد، رغم كونه بحكم منصبه متحدثا رسميا باسم الحكومة المصرية.