مدونة الكاتبة خلف الحربي وناصر القصبي، MBC ومشاكل المجتمع، هذه الأقطاب إذا اجتمعت أشعلت الدنيا وأشغلتها، "سيلفي" الذي جاء امتداد لطاش الذي سَخر من قضايانا وشاغبها وشاغبنا فأمتعنا، يستمر ليكمل مسيرة طاش مع قطبه الأول ناصر القصبي بعيدا عن النقد الفني له، بعيداً عن من يطالب بأن الفن يجب أن يقدم محاكاة واقعية جداً للواقع، وبين من يرى أن الفن يجب أن يكون راقي نخبوي مخملي جداً، وأن كنت أعتقد بأن الفن يجب أن يقدم أفكاره بكل الطرق الممكنة التي تساعده في إيصال رسائله بأفضل صورة، أن كانت ابداع في النقل والنقد أو ابداع في الابتكار ، لكن حين تحاكي المجتمع بأكمله في برنامج سريع خفيف بعد إفطار رمضان، من المؤكد أنه يجب أن يكون بسيط عفوي جداً. مرة أخرى، بغض النظر عن النقد الفني للحلقات، أرى أن الأهم كانت نوعية الأفكار التي طرحت، أفكار جريئة لامست السرطان الذي يتفشى في أجساد المجتمعات فيميتها، الطائفية والعنصرية التي ما أن تدب في مجتمع حتى تفتك فيه بالكامل، هذا المواضيع التي لم يجرأ أحد على مناقشتها بالطريقة التي قدمت، استطاع عدد بسيط من حلقات سيلفي أن يشعل كل الأطراف بالتساؤل والتعجب والسخط علهم بعدها يفيقون، في حلقة "بيضة الشيطان" مثلا تمت تعرية داعش تماما وغاصوا في بشاعة أعمالهم و وحشيتهم، داعش الذي تفشى وانتشر كالشبح يتسلل إلى بيوتنا دون أن ندري وفجأة نسمع عن هذا الابن أو ذاك الجار الذي ذهب ليفجر ويقتل، استخدام الفن والكوميديا في النقد والتوعية يحقق نتائج أفضل .. لماذا؟ لأنك من خلال الفن والكوميديا ستصل لذاك المراهق الذي أصبحت داعش تثير فضوله ولديه رغبه باكتشاف خباياه، التعرف على دهاليزه! وقد تسيطر عليه فكرة الانضمام له وتحقيق انتصارات تشابه تلك التي بحققها بألعاب الفيديو! من خلال سيلفي ستصل لتلك السيدة البسيطة التي لم تسمع عن داعش غير حكاوي الجارات الداعشيات ودعاة التطرف، لأن بهذا الأسلوب ستصل للفتاة التي ثارت حميتها لهذا النوع من الجهاد. والأكثر وجعاً الشباب الذين انخرطوا فيه وتكشفت لهم حقيقة داعش بعد أن تورطوا لكن من شبه المستحيل التراجع عن هذه الخطوة، لذلك ماذا لو قدمنا لهم مشهداً بسيطاً يعكس بعض ما يحدث في كهوفهم؟! هؤلاء والكثير منهم في المجتمع ستصل لهم من خلال الفن والفيلم والأغنية والصورة وغيرها من الفنون، ستصل لهم من خلال أساليب تحاكي عمرهم وفهمهم واهتماماتهم وليس من خلال أساليب التوعية التقليدية المباشرة، لن تصل لهم من مقالات الصحف ولا البرامج الوثائقية، وانطلاقاً من ذلك نسأل: ماذا عن دور الإعلام الجديد ونجوم اليوتيوب والإنستجرام في رفع الوعي ومواجهة التطرف والعنصرية وغيرها من المواضيع التي طرأت علينا مؤخرا وأفسدت عيشنا؟ أعتقد أنهم بحاجة لتكثيف الدور التوعوي المفروض عليهم والذي فرض عليهم انطلاقا من شعبيتهم العالية بين الشباب، هم أمام مسؤولية تجاه توعية هذا المجتمع الذي صنع منهم نجوما، هؤلاء النجوم يصلون لشرائح لا تتعاطى دائما مع الإعلام التقليدي، لذلك على عاتقهم مسؤولية توعية الشباب وإيصال رسائل الوطن لهم وتعرية الفكر المتطرف بكل أقطابه وتوجهاته، الوطن يحتاج من كل فرد منا أن يأدي دوره بالكامل في الدفاع عنه والوقوف كسد منيع ضد الأفكار التي تفتك بأبناء الوطن الواحد! #كلمة_عالسريع: نحتاج لأن نقف بحزم وبشكل تكاملي أفرادا ومؤسسات للدفاع عن الأفكار التي تتحول لأفعال تهدد أمن وطننا، ولنا في خطاب الملك سلمان خير دليل يرشدنا لطريقنا.. ولو تم رسم خطة وطنية توعوية متكاملة سيكون العمل ذو أثر واضح، لكن دعونا نناقش أدوارنا بشكل مفرد، ماذا قدمنا؟