عندما تريد انتزاع الضحك من الآخرين بكوميديا مصطنعة خالية من المضمون فأنت إذا دخلت في مرحلة الاستهبال. هذه الحقيقة يجب أن يدركها القائمون على المسلسل الرمضاني "واي فاي" الذي يقدم للعام الثالث على التوالي بكوميديا مصطنعة خالية من المضمون. إذا سلمنا بالرأي الذي يقول "أكثر الأعمال الفنية في رمضان خلال هذا العام فارغة من أي محتوى، ولا ترتقي إلى مستوى النقد البناء"؛ فإن مسلسل وأي فأي هذا العام في نظري يأتي في ذيل قائمة الأعمال الفنية في رمضان، بعد أن غابت الفكرة وحضر التهريج، وكان التكرار والتكلف سيدا الموقف. لا نختلف على أن الفنان أسعد الزهراني هو نجم الكوميديا الثاني في السعودية بعد النجم ناصر القصبي، وأن الفنان حبيب الحبيب له تاريخ أيضا حافل في الكوميديا، لكنهما وغيرهما من النجوم في المسلسل ظهروا بشكل باهت ومتصنع أساء إلى تاريخهما الفني. لو عدنا بالذاكرة إلى النسخة الأولى من "واي فاي" نتذكر أن البرنامج لم يكن في بداياته سوى نسخة من أفكار بعض الأعمال التي سبقته، ومنها برنامج الفنان داود حسين، لكنه ربما أنه قدم في عامه الأول بطريقة مختلفة جعلت المشاهد يتقبله إلى حد ما، ولكن لن يقبل المشاهد تكرار العمل دون أي تجديد أو ابتكار أو حتى استفادة من الأخطاء السابقة. دعونا نتساءل ما الجديد في المسلسل إذا كان في كل عام يعيد لنا تقليل أحلام الشامسي ويتندر بمجوهراتها ومشاركتها في برنامج عرب أيدول، وما الجديد إذا كان البرنامج يبحث في موقع الكك، ويقلد البسطاء الذين لا يعرفهم سوى كاتب الحلقة ويقدمهم على أنهم نجوم. ندرك جميعا، أن الأعمال الفنية جميعا تعاني من شح في الفكرة وأزمة في الكتابة، وهذا ساهم وبشكل كبير في تدني الأعمال الفنية عاما بعد عام وخاصة في رمضان، ولكن أعتقد أن مؤسسات إعلامية بحجم الMBC التي قدمت أعمالا فنية خلال حقبة من الزمن لا تزال خالدة في ذاكرة المشاهد قادرة على تجاوز مثل هذه العقبات. كثير من الأعمال الفنية التي تقدم كأجزاء في كل عام أوقفت عندما شعر القائمون عليها أنه يجب أن توقف ومسلسل "واي فاي" كان يجب أن يوقف من العام الماضي ولكن القائمون عليه لم يدركوا ذلك أو أنهم أدركوا وكابروا.