أنحاء - السعودية فتلنتحلى بالصبر لاخر الشهر ولتتحلى ايها القارئ بالصبر لاخر المقال . قدم الاستاذ القصبي ثلاث حلقات شاهدت منها فقط مقطع تكسيره للعود كما وردني . وهنا لا اقيم العمل بل اقيم ردود فعلنا على العمل كما لمست و اتحدث عن مبادئ عامة للنقد . من الضروري جدا ان نتحلى بالتحمل والصبر للتفرقه بين نقد الدين ( والعياذ بالله -وهذا له حكمه لدى القاضي بعد السماع والاسماع ) وبين نقد رجال الدين . لكن حتى هؤلاء فقد كفلت لهم الشريعة حصانة ، حصانة لانهم مسلمون فالشريعة الغراء كفلت حصانة للمسلم في عرضه وبدرجة متساوية لكل مسلم بغض النظر عن صفاته ومهنته (مع احكام تفصيلية وتفريقات للمجاهر بالمعصية والفاسق الذي يخشى شره ). فالمقصد ان المسلمين في الاصل اعراضهم متساوية الحفظ امام الشرع . اما الدين نفسه الذي ارتضاه الله سبحانه لنا وبلغناه رسوله ﷺ فلا والف لا ، ليس هو محل لنقد من بشر باي حال من الاحوال ، بل مخالفة ذلك هي ايذاء لكل فرد في عموم المسلمين . فهل فعلا هو انتقد الدين ؟ من يتحمل الشهادة ؟ لكن هناك امر اخر ماذا عن الإساءة للدين ؟ ان من الاساءة للدين صرف الناس عنه او التلبيس على الناس بان الالتزام باحكامه فيه ضرر على المجتمع او فيه تشويه للمتبع لاحكامة ومن الاساءة للدين الايحاء بانه يخلق المشاكل فينصرف الناس عنه . لكن حتى هذه هل يشهد بها احد فيتحمل وزر شهادته ؟ نعود للعود ، ان ما شاهدته من تمثيل لمقطع تكسير العود لا يفرق كثيرا عن ذلك المنتشر في اليوتيوب سابقا عن تكسير فعلي للعود في المهرجانات ولم اجد القصبي يبالغ . فان كان الامر كذلك فهو قدم لنا صورتنا ، فان كانت سارة فلنحمد الله وان كانت غير ذلك فلنحمد الله ايضا ان سخره لنا لنستدرك خطأنا ان وجد . – اما حلقتي داعش فرغم اني لم ارهما ، فمهما سخر فيهما او بالغ في تمثيله فلن يصل لمثل الواقع القبيح الذي تمثله داعش يوميا على الطبيعة من استباحة لدماء المسلمين وقتل المستأمنين وفوق ذلك خلق فتن هي اشد من القتل . وان كنت لا اريد ان اصبغ على الامر الطابع السياسي الا ان الذي اعتقده هو ان داعش زرعة شيطانية من مخابرات معادية للامة وان هدف انشائها هو الاساءة للمسلمين ولتقريب فكره الاصطفاء الديني والطائفي للدول لتبقى اسرائيل دولة دينية ( علما بان داعش لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل او اي من اعداء الامة ) بل ولا شك لدي ان انشاءها هو للاساءة للدين ، فقدت اجتزأت من الدين وقدمت صورة مشوهة لا تمت للدين بصلة . فما يضيرنا ان ابان عوارها ؟ يلوم البعض القصبي بامرين : اولا المبالغة وثانيا الاساءة للمجتمع بانتقاده . وارد بان المبالغة هي اساس الكوميديا وهي احيانا ضرورية لاظهار محل النقد للتنبيه منه. اما الحجة بان نقد المجتمع هو اساءه له فلا اوافق ذلك الرأي ابدا فالنقد ان كان صادقا هو اساس تقويم المجتمع . واخيرا اقول ( وهذه هي موضوع المقال) ربما ان الحلقة الاولى كانت صادمة لنا بسبب موضوعها لاننا امة متيدنه في الغالب ، ولكنا لابد ان نعلم ان المتدينين او رجال الدين او العلماء هم شريحة فقط من شرائح المجتمع ، فالمجتمع هو علماء وامراء ووزراء وبسطاء واطباء وفقراء واغنياء وبه الملتزمون ومجتمعاتهم وبه الفساق وسهراتهم وبه اهل التجارة والبنوك وبه اهل الطرب والتمثيل وبه اكلوا المال العام وبه المعتعففون وبه الغلابا المطرودين من مساكنهم وبه اصحاب الشبوك ، فهاهي الفئات امامكم ، تلك خمسة عشر كاملة ، فلا شك ان الاستاذ القصبي سيغطي (كل) شرائح المجتمع بلا استثناء ولا اخال الا انه سيقدم حلقتين عن (كل) فئة فيكمل لنا العِدة ثلاثين يوما . وفي العيد يقدم لنا حلقتين عن الحشد الشعبي وجرائمه في العراق التي تعادل جرائم داعش في العراق وعندها سنقول له في خاتمة الشهر لقد انصفت ونصحت للامة وخدمتها وبينت عوارها فاثابك الله . اما ان استثنى فئة فنقول لماذا حرمت فئة من نصحك ونقدك ؟ اليس من الظلم ان تحرمهم هم وتهدي لغيرهم عيوبهم ؟ نعم ان استثنى فئة واحدة من المجتمع فساقول له ان صدق الايمان محله الجوف وصدق النصح محكه الخوف . هل تراني انصفت ؟