مكة أون لاين - السعودية لا أعرفه شخصيا ولا تربطني به علاقة من قريب ولا من بعيد على المستوى الشخصي ولو بطريق غير مباشرة، لكنني أجدُ نفسي تربطني به رابطة وثيقة ذات طابع خدمي أستلهِمُ منه ومن نتائج عمله وإنجازه ما يزرع في نفسي اطمئنانا أن الدنيا العملية لا تزال بخير، لذلك أنا به مغرم تخطيط وعاشق استراتيجية ومحبّ أداء. يقف توفيق الربيعة بمجموعة عمله في وزارته شامخ المؤشرات والدلائل على تدرج أداء الخدمات التجارية والصناعية نحو الأعلى والأحسن والأكمل دونما عناء حديث ولا فلسفة تنظير ولا بهرجة مؤتمرات أو إعلانات وتغريدات هنا وهناك. من يعرف بيروقراطية سابقة في أغلب إجراءات الخدمات التي تخص التجار وأصحاب المهن والصناعيين يتأكد اليوم بأن التوفيق حالف توفيق، فأحسن استغلال الصلاحيات واستثمار الموارد البشرية والتقنيات المتطورة ليُخرج لنا نمطا من التعاملات الالكترونية سهلا للمستفيد ممتنعا على المتلاعب. ورغم كل هذا الثناء المستحق على وزير بصفته وزيرا وعلى وزارته بصفتها مجموعة عمل لمؤسسة حكومية مثالية الإخراج والدعم والتفاعل والنتائج إلا أن تهديدات الإفشال وزرع ألغام العراقيل تأخذ قوة وشدّة وصلابة في بعض أفرع الوزارة الخدمية مصطدمة في تغافل شبه مقصود مع إتاحات رقمية عبر موقع الوزارة الالكتروني وأنظمة صريحة التفعيل والتطبيق. منذ ما يزيد عن سنة وأنا أتعامل مع خدمات وزارة التجارة والصناعة الالكترونية وأكاد أحفظ عن ظهر قلب تلك المعلومات والأنظمة واللوائح والإجراءات المتعلقة بأغلب مجالات التجارة والصناعة والمهن الحرة ولم أجد عقبة في تعامل الكتروني طيلة هذه الفترة طالما الأمر بيني وبين الشبكة. لكن العجيب والغريب الذي يكاد يفتك بالعقل والتفكير حيرة واستهجانا حين يتعلق الأمر باستكمال ما تمت الموافقة عليه الكترونيا من خلال موظفي الوزارة في فرع ظهر بأنه حانق على تسهيل وتيسير الكتروني أفقدهم هلامية العجرفة والغطرسة والتحكم في مصير المعاملات دون شاهد من نظام ولا تفسير من منطق. لا معنى لأن تختلف أو تتناقض الإجراءات الورقية عن التعاملات الالكترونية طالما لوائح التنفيذ السارية المفعول واحدة، ولا يمكن أن نفهم تعنّت مسؤول تجاه تمسّكه بتعميم قديم بحجة أنه لم يأته شخصيا خطاب موجه باسمه أن عليه الانصياع للتعليمات الجديدة لأن وقته لا يسمح له بالاطلاع على لوائح وأنظمة وزارته المتاحة والمنشورة في موقعها الالكتروني. واضح جدا وبيّن للعلن ما يرمي إليه وزير التجارة باقتدار نحو حكومة الكترونية تستفيد وترتبط بكل مصادر المعلومات في القطاعات الأخرى بما لا يدع مجالا أن يتذمر طالب خدمة ولا أن يعترض مستفيد، بينما لا يزال هناك من منسوبي وزارته في بعض فروعها من يغرّدون خارج السرب ويسبحون عكس التيار مهدّدين بنمطية مصارعتهم لأجل بقاء البيروقراطية المقيتة نجاحات وإنجازات توفيق الربيعة. أظهرت وزارة التجارة والصناعة إجراءات ولوائح وأنظمة التطبيق بصورة ذات ترتيب وبصياغة ذات سهولة فهْم واستيعاب وشرّعت أبواب التواصل الالكتروني مستغلة سقف ال24 ساعة كحد أقصى للرد على الطلب وتنفيذ الخدمة أو الإفادة المقنعة بالملاحظات في أغلب المجالات المُحتملة ابتداء من حجز الاسم التجاري وإصدار السجل أو تجديده والتزامن مع اشتراكات الغرف التجارية واستصدار تراخيص الصناعة المبدئية وتراخيص المهن الحرة مرورا بتأسيس عقود الشركات وانتهاء بالقيام بكافة عمليات تسجيل العلامات التجارية وغير ذلك كثير. فماذا نقول ونحن نرى ونشاهد ونستفيد من هذا الإنجاز العظيم ونتعرّض في ذات الوقت لمن يستمسك بنموذج لقرار الشركاء معدٍّ قبل ما يزيد عن خمس عشرة سنة لأنه لا يروق له أنْ تكون التقنية المحوكَمة صاحبة القرار. [email protected]