الاقتصادية - السعودية أثار خبر تشفير مباريات دوري عبداللطيف جميل لمباريات الموسم المقبل كثيرا من الشجون تجاه هذا القرار فالمسابقة الأكثر متابعة من قبل الشباب هم الشريحة الأكثر عددا وتأثيرا وتأثرا في المجتمع، ولذا كان لا بد من التساؤل: لماذا التشفير؟ وما الفائدة العائدة من ذلك؟ ولأننا لن نجد جوابا مثاليا فلعلنا نجيب عنه افتراضيا بمقتضى ما يطرح ويتم تداوله، ففي الغالب نجدها تصب "بخانة الربح المادي" العائد على اتحاد القدم السعودي والأندية المشاركة في المسابقة، وبالتالي القناة التي فازت بحقوق هذا العقد فالبحث عن الربح حق مشاع وهدف يسعى له أي كيان تجاري وبخلافه لا أرى بأن هناك مكتسبات أخرى تعجل بتأييد هذا التوجه، وحين ننتقل لزاوية أخرى نقرأ من خلالها المشهد ونكمل التساؤل حول الإيجابيات والسلبيات على الشريحة المتابعة والمعنية بدرجة كبيرة بآثار هذا القرار يبرز تطوير تقنية النقل والعمل على جعلها بأحدث التقنيات المعمول بها في هذا المجال كأحد أهم المطالب مع تدشين استديو تحليلي يثري ويثقف المتابع ويقدم له الصورة للمباراة كاملة من كل جوانبها مع تقديم الوصف والتعليق بأصوات تجد القبول والرضا غير أن هذا كله قد يتلاشى حين ننتقل لزاوية أخرى فكرة القدم هي "المتنفس الوحيد" في بعض مناطق السعودية، بينما تمثل "المتنفس الأكبر" في بقية المناطق حيث "لا برامج ولا مراكز تطوعية اجتماعية" ولا مؤسسات ذات بعد تثقيفي تحتوي الشباب وتكون ملجأ لهم ومعينا يجد الشاب فيها ما يساعده على تكوين تفكيره السليم وتنمية مواهبة وتحتوي أفكاره وتطورها، فحين يتم حرمان كثير منهم عن هذا المتنفس الذي يجتمعون عليه ويتجادلون حوله وتحلو جلسات السمر بشأنه نقول إلى أين يذهبون؟ وبحضن من يرتمون؟ وكيف ستمضي ساعاتهم بعد ذلك؟ فحين لا يجد هؤلاء من يمد إليهم يده ويسعى لتوجيههم ويقدم لهم ما يربطهم بالمجتمع والوطن بشكل أكبر وقتها سيستمر النفخ في الرماد، مسلسل يتكرر من زمن لآخر، فلماذا لا توجد بدائل تحقق الربح المادي مع بقاء مجانية المشاهدة؟ ومن ذلك العائد من الدعاية، فلماذا لا يتم تفعيله فلعل فيه الكفاية ورافد آخر لا يمكن تجاهله لم يستثمر بشكل صحيح ألا وهو بيع حقوق نقل المباريات الجماهيرية أو عدد من المباريات لكل فريق على بعض القنوات الخليجية التي ترغب وتريد فعلا المشاركة. وقبل النهاية وقفة أخيرة حول السعر المتوقع من أجل الحصول على حقوق المشاهدة بعد التشفير كم ستكون؟ وكم سيدفع الشباب من جيوبهم حتى يتسنى لهم ذلك أو كم سيدفع رب الأسرة من أجل بقاء أولاده في المنزل في جو أسري يجمعهم حول معشوقة الجمهور الرياضي الأولى خشية انتقالهم "لمقهى أو شيشة" يشاهد بها المباراة، حيث لا توجد "شاشات في الساحات ولا أماكن عامة" تقدم مثل هذه الخدمة يضاف لذلك أن القنوات الرياضية المنافسة كقناة الجزيرة مثلا تقدم "منافسات عالمية" بسعر معقول ومقبول مع "جودة في الخدمة"، وأبقت الدوري القطري مجانيا ومتاحا لمن يريد مشاهدته، فلماذا لا تنافسونهم هناك وتتركون بقية المتعة المتاحة لنا ننعم بوقتها وتكون فرصة لبقاء الأسرة مع بعضها وقتا أطول وأكثر.