(تشويش في تشويش) أبرز العناوين التي غطت على انطلاقة كأس العالم، اتهامات متبادلة وبيانات متنوعة، وشريط إخباري مزعج للانتقال إلى قمر "عربسات"، وحرمان من متعة مشاهدة مباراة مدفوعة، من يا ترى المتضرر الحقيقي من ذلك، بطبيعة الحال، أنا وأنت، فنحن كمشاهدين لا يهمنا من وراء التشويش، ولكن ولنكن أكثر احترافية، لماذا لا نطالب بتعويض عما حدث وبالطرق القانونية، فمن غير المعقول أن تدفع للمشاهدة ولا تكون هذه المشاهدة بالنوعية التي تستحقها، فليس مسؤولية المشاهد متابعة التلاسن والبيانات اليومية ما بين مسؤولي قنوات الجزيرة الرياضية ومسؤولي النايل سات وكذلك بيان الاتحاد الدولي الفيفا بهذا الخصوص. أمر غريب بالفعل أن تصل بالبعض الأمور لدرجة التشويش على قنوات رياضية، ولا نستطيع التشويش على قنوات إباحية وسياسية خارجة عن النص، من المستفيد من هذا التشويش، ولماذا ربط البعض ما حدث بعلاقته بتجاذبات وخلافات سياسية، وهل بالفعل أكدت تجربة التشويش أننا بالفعل بحاجة إلى آلية جديدة للتعامل مع ثقافة التلفزيون المدفوع!. مشكلة التشويش من وجهة نظري أشغلت قنوات الجزيرة عن الأهم وهو انتشار ظاهرة المشاهدة المجانية من خلال أجهزة كسر التشفير، وأيضاً متابعة الكثيرين لقنوات تبث مباريات كأس العالم مجاناً عبر أقمار روسية وغيرها، كما أنها أشغلتهم عن حماية عملائهم في السعودية على سبيل المثال الذين وجدوا أن أسعار باقات كأس العالم تباع بأسعار مضاعفة عن سعرها الحقيقي في السوق السوداء!. ما يحدث وبصورة يومية من اتهامات وحرب بيانات هو من وجهة نظري ينصب في مصلحة قنوات الجزيرة الرياضية، فما يتم بالفعل دعاية مجانية لهذه القنوات التي اشترت "الكنز الفضائي" من ال ART، خصوصاً مع تفوق الجزيرة التي تملك الاحترافية الإعلامية التي كانت تفتقدها ال ART الأكثر اهتماماً بالربح المادي، ولهذا نجد أن الكثيرين متعاطفون مع بيانات الجزيرة الرياضية، ومتناسون في الوقت نفسه أن ما حدث من يوم الافتتاح يتيح لهم الحق القانوني في التعويض من الجزيرة الرياضية وبطرق مختلفة، فهل سيتحقق هذا الأمر، إذا ما علمنا أن هناك متخصصين قانونيين بهذا الشأن لهم وجهة نظرهم، كالمستشار القانوني أحمد المحيميد والذي له آراء متعددة وسابقة من خلال جريدة الرياض بخصوص القنوات الفضائية وعلاقة المشاهد معها، فما بالنا بالقنوات المدفوعة، شخصياً أتمنى أن أشاهد المبادرة بهذا الأمر، لكي يكون للمشاهد حقه في المتعة وليس الدفع فقط، مع ثقتي باحترافية الجزيرة الرياضية في تعاملها مع حفظ حقوق المشاهدين، لأن التشويش فعل متعمد تضررت منه القناة والمشاهد في آن واحد، والفرصة القانونية متاحة للاثنين معاً!.