لا يعتبر مباراة القدم حالاً تنافسية فقط، ففلسفته تعتمد على أن «المواجهة الكروية» قصة يجب أن تُروى، لذلك فهو يقف في زاوية مختلفة يؤكد من خلالها أن المشاهد يجب أن ينال حصته من التشويق ومتعة التغطية الرياضية، يغير زاوية الرؤية كما تتحول عدسة «الكاميرا» من اتجاه إلى آخر ليؤكد أنه يؤمن أن ««كل مباراة هي دراما»، لذلك فهو يعد الجمهور بأنه سيرى بصمة MBC تدريجياً، ويشير إلى أن القنوات الوليدة ستكون كما يقول شعارها: «بيت جديد للكرة السعودية». المشرف العام على «مجموعة MBC» علي الحديثي يبدو هادئاً وهو يتحدث عن المستقبل، مطمئناً حين يمر الحديث عن أزمات «ضيق الوقت» ودهاليز الإنتاج والاستعدادات، لكنه في الوقت ذاته يبدو «متحفزاً» لرؤية مختلفة تجاه الدوري السعودي الذي يصفه بأنه «أهم دوري عربي». يلتقط الحديثي في حواره مع «الحياة» نهايات كل سؤال لينطلق منه إلى أفق جديد فهو يؤكد أن لا شيء يحول دون توسع قناة MBC التي أسسها وليد البراهيم مطلع التسعينات، في عالم الرياضة عموماً والكرة خصوصاً، ويستطرد: «وبالتالي السعي إلى منافسة كبرى الشبكات الرياضية الإقليمية والعالمية». يكشف المشرف العام على MBC عن رغبة القناة في أن تتسع دائرة متابعة الدوري السعودي إلى «الإقليمية»، وألا تقتصر على جمهور الكرة في المملكة، ويؤكد أن هذه من أبرز التحديات التي تواجههم. يرفض الحديثي وصف مدة العقد البالغة 10 أعوام بالطويلة، ويشدد على أنها «ليست استثنائية على الإطلاق»، مؤكداً أن التشفير مسألة ستحددها دراسة الجدوى، تاركاً الحكم للجمهور مستقبلاً - بحسب تعبيره - على مدى قدرة شبكة قنوات MBC PROSports على إحداث النقلة النوعية المتوخاة... فإلى الحوار: هناك لغط كبير حدث قبل إعلان حصولكم الرسمي على حقوق النقل الحصري للدوري السعودي. بعضهم يرى أنكم حصلتم على «الدوري» ك «منحة» وليس بفضل عرضكم. بماذا تردون على هذا الرأي؟ - كما قال بوضوح رئيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم الأستاذ أحمد بن عيد الحربي خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب مراسم التوقيع على الاتفاق، يوم (الخميس) 7 آب (أغسطس) الجاري، فإن أبرز المهتمين بالدوري السعودي قدّموا عروضاً، لكن في نهاية المطاف، اختار «الاتحاد» العرض «الأفضل» المقدَّم من تحالف مجموعة MBC والتلفزيون السعودي. بالفعل، كنا تقدّمنا بملف قوي ومتكامل وجدير بالفوز، ثم أتى تعاوننا مع «التلفزيون السعودي» ليجعل من هذا الملف ذو قيمة عالية جداً للكرة السعودية، فكان من المنطقي اعتماده. إن مسيرتنا واضحة، وإنجازاتنا مشهود لها من القاصي والداني. وبالتالي، فإن MBC تستحق الفوز بامتياز في حقوق نقل الدوري. في نهاية المطاف، سيحكم الجمهور مستقبلاً على مدى قدرة شبكة قنوات MBC PROSports على إحداث النقلة النوعية المتوخاة، والارتقاء بنقل مباريات الكرة السعودية ومشاهدتها إلى مصاف العالمية. نحن فخورون بما قمنا ونقوم به، والعبرة في التنفيذ والإنجاز. قالت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في البيان الصحافي إن دورها اقتصر على التفاوض مع «القناة الممنوحة»... من الذي كنتم تفاوضونه من أجل كسب الحقوق؟ وكيف سارت المفاوضات؟ ومتى أدركتم أنكم حصلتم على حقوق النقل؟ - تقدّمنا بملفنا الكامل والمتكامل إلى الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وبمتابعة حثيثة من الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير عبدالله بن مساعد. هذا ما أشار إليه بوضوح البيان الصادر عن «الاتحاد»، في تاريخ 31 حزيران (يوليو) 2014، والذي أعلن فوز تحالف مجموعة MBC والتلفزيون السعودي بحقوق بث مباريات كرة القدم للأندية. ويعد هذا البيان الصادر عن «الاتحاد» بمثابة الإعلان الرسمي عن فوزنا. كيف تولدت الفكرة لديكم؟ وهل كانت فكرة فرضتها المعطيات والظروف؟ أم إنها فكرة قديمة وتم إحياؤها والعمل على تنفيذها؟ - مسألة الرياضة في بالنا باستمرار، وكنا نفكر دائماً في إطلاق قنوات تكون لها جدوى اقتصادية، لكننا تريثنا قليلاً لأن مسألة الاستحواذ على حقوق المباريات الدولية دخلت في «بازار» كبير جعلت من كلفتها «غير منطقية» بالمقارنة مع عائداتها التجارية والإعلانية المحتملة في المنطقة. أعيننا كانت دائماً على «الدوري السعودي»، لاعتباره أهم دوري عربي لكرة القدم على الإطلاق، ولأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع السعودي وشبابه. في كل الأحوال، يجدر بهذه اللعبة الشعبية أن تُسهم في تحفيز الشباب وتشجعهم وتصهرهم في بوتقة الروح الرياضية، وأن تبعدهم عن التعصب والتطرف، وغيرها من الآفات الاجتماعية والنفسية المدمّرة. ما هي خططكم المستقبلية؟ وهل هناك نية للتوسع باتجاه دوريات أخرى غير المنافسات السعودية؟ - إن الفوز بحقوق الدوري السعودي لا يأتي فقط ضمن استراتيجية المجموعة لإطلاق قنوات جديدة، بل فوزنا به أدى إلى إطلاق قنوات جديدة تعنى به، وتعطيه حقه، إذ إن هذه القنوات من شأنها أن تنقل المباريات إلى المشاهد السعودي بطريقة لم يعهدها سابقاً، سواء أكانت إنتاجياً أم تسويقياً أم على صعيد الصورة والأداء والتحليل والتوثيق، كل ذلك على نحو يماثل ما اعتاد عليه المتابع للمباريات والبطولات الكروية العالمية. أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك، فالأمور مرهونة بأوقاتها. كيف تقيمون مستوى المنافسة في النقل التلفزيوني على صعيد الوطن العربي؟ وما هي طموحاتكم؟ - لست في موقع التعليق على مرحلة ما قبل الفوز بحقوق نقل الدوري. ما يهمني قوله اليوم هو أن الجمهور سيرى بصمة MBC تدريجياً، وهو ما سيترجَم بنقاوة الصورة والغرافيك السمعي-البصري، والقدرة على إعطاء بُعد تحليلي وتشويقي أكبر، إلى ملفات توثيقية لأبرز الأندية واللاعبين والمدربين، وكذلك السعي إلى إعطاء دراسات وخلفيات عن المباريات الحالية والماضية والمقبلة، ناهيك عن لمسة MBC في التسويق. بالنسبة لنا، كل مباراة هي دراما متكاملة، وكل مباراة هي قصة سترويها MBC على طريقتها الخاصة، لتترك معها بصمة تصل إلى المشاهد الذي سيأخذ حصته من التشويق ومتعة التغطية الرياضية والمشاهدة. قنوات «البي إن سبورت» أضحت أسطولاً ضخماً بلغات عدة. هل لديكم الرغبة في منافستها أم أن لكم توجهاً مختلفاً؟ - نحن نسعى جاهدين لأن تكون قنوات MBC PROSports تماماً كما يقول شعارها: «بيت جديد للكرة السعودية». الدوري السعودي هو الأبرز والأهم، سعودياً وخليجياً، بموازاة البطولات الكروية الأخرى في المملكة. نحن نعرف لأي مدى يهتم الشباب السعودي بالشأن الكروي، لذا فإن أبرز التحديات بالنسبة لنا أن يصبح في مدى الإقبال على متابعة الكرة السعودية إقليمياً، وألا يقتصر على جمهور الكرة في المملكة، الذي يبقى دائماً نصب أعيننا ومحط اهتمامنا. اليوم، وبفضل تعاوننا مع «الاتحاد» و«رعاية والشباب» وكل المعنيين بالكرة السعودية، نأمل بأن نتمكن من الارتقاء بالمسابقات الكروية السعودية إلى مصاف العالمية، ولا شيء يحول دون توسع MBC في عالم الرياضة عموماً والكرة خصوصاً، وبالتالي السعي إلى منافسة كبرى الشبكات الرياضية، الإقليمية والعالمية. هناك انتقادات تجاه المؤسسة الرياضية السعودية بسبب مدة العقد البالغة 10 أعوام، فبعضهم يرى أنها مدة طويلة لا تخدم الاتحاد والأندية وأن المستفيد الأكبر هو MBC، بماذا تعلقون على ذلك؟ - إن مدة العقد ليست استثنائية على الإطلاق! بل شهدنا مثلها وأطول منها في عدد من العقود التي أُبرمت على المستويين الآسيوي والعالمي. كلما كانت مدة العرض أطول وأكثر ثباتاً واستقراراً، كلما كانت الفائدة أعم وأشمل للجميع، على المدى البعيد. هذا ما كان محط حرص واهتمام الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وجميع المعنيين بالملف الكروي. كما أن عرض MBC يشمل العديد من المزايا المادية والإنتاجية والفنية والبرامجية والتسويقية، والجميع مستفيد من تطور لعبة كرة القدم في السعودية، خصوصاً «الاتحاد» والأندية والجمهور. هناك بعض الآراء ترى أنكم لا تمتلكون تجربة رياضية، ويرون أنكم «مُنحتم» الدوري السعودي، لذلك فأصحاب هذا الرأي لا يتوقعون لكم النجاح على غرار نجاحاتكم في مجالات أخرى، بماذا تعلقون على هذه الآراء؟ - هذا الكلام غير دقيق! لطالما كانت لدى MBC تجارب رياضية ناجحة من خلال التغطيات الخاصة، والمجموعة ليست غريبة أو طارئة على إنتاج الأحداث الرياضية. فعلى سبيل المثال، وكما يذكر الجميع، نقلنا مباريات كأس العالم 1994 و1998، وكنا فأل خير على المنتخب السعودي آنذاك. كما لدينا تجارب مهمة في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى أن القنوات المنتمية إلى مجموعة MBC تضم منذ أعوام أفضل البرامج الرياضية في المنطقة، والتي تعنى بالشأن الكروي عموماً، وتختص بالدوري السعودي خصوصاً، منها «صدى الملاعب» مع مصطفى الآغا على MBC1، و«في المرمى» مع بتال القوس على قناة العربية، و«أكشن يا دوري» مع وليد الفراج على MBC Action. كنا دائماً نراقب الفرص المتاحة والمناسبة للدخول بقوة أكبر إلى عالم الرياضة والكرة، مزوَّدين بقدرة MBC الإنتاجية والبرامجية والتسويقية التي تُفضي إلى نقل المباريات بطريقة ترقى فعلاً إلى المواصفات المعتمدة في المباريات الدولية. طبعاً، كل ذلك جعل من القائمين على الكرة السعودية على دراية واسعة بالقيمة التي تضيفها MBC للكرة السعودية. وفي سياق متصل، أبرمت شبكة قنوات MBC PROSports عقوداً حصرية مع نخبة من المعلّقين والمحلّلين وخبراء كرة القدم المعروفين. ستقومون بدفع بليون ريال سعودي كبند «دعائي»... هل من الممكن الحديث عن هذا البند بشكل أكبر بما يتيح للجماهير الكروية معرفة ما يعنيه؟ وما هو المردود المتوقع للأندية من هذا البند؟ - لقد رصدنا قيمة مبلغ إضافي يبلغ بليون ريال سعودي، على مدى الأعوام المقبلة من المساحات الإعلانية على قنوات MBC كافة، وذلك بهدف مساعدتنا – بالتعاون مع «الاتحاد» وهيئاته والأندية - في تسويق اللعبة أكثر، وتطويرها ووضعها في مصاف العالمية. إن هذا البند سيستفيد منه «الاتحاد» والأندية معاً. أما بخصوص كلفة عملية إنتاج «الدوري» ونقله وتسويقه، فتُضاف إلى القيمة الإجمالية ل «حقوق» النقل، ويُقدّر أن تبلغ نحو 2 إلى 2.5 بليون ريال سعودي على مدى الأعوام المقبلة، وهذه الكلفة التقريبية الإضافية ضرورية للتمكن من الإيفاء بالوعد الذي قطعناه علينا بتمكين المشاهدين من متابعة المباريات بصورة تماثل في جودتها البطولات الكروية العالمية، على غرار الدوري الألماني والإسباني والإيطالي، وغيرهم. كيف تجاوزتم أزمة الفترة الضيقة للبدء في العمل بعد الحصول على الحقوق؟ - منذ البداية، بدت المهمة شبه مستحيلة بسبب ضيق الوقت! لكن سرعان ما تحوّلت MBC إلى «خلية نحل» متكاملة، عمل فيها الجميع بجد وتعب وسهر وتخطيط وتنفيذ، وصولاً إلى الإنجاز، خصوصاً الفرق الموكل إليها مهمة إطلاق القنوات والتسويق والتقنيات، وهي فرق كبيرة تضم عدداً من الأقسام، وكثيراً من المبدعين في مجالاتهم. كل ذلك لنكون بجاهزية كاملة لمواكبة هذا الحدث الكبير. الصورة غير واضحة بالنسبة للمشاهد في ما إذا كنتم ستكتفون بالنقل التلفزيوني والتحليل أم سيكون هناك برامج مختلفة مواكبة، هل من الممكن أن تحدثنا عن توجهاتكم بهذا الشأن؟ - سيواكب المباريات عدد من البرامج الكروية المختلفة، بأنماطها التحليلية والحوارية والنقدية والتوثيقية وغيرها، إلى جانب «سكوبات» وتغطيات خاصة قبل المباريات وخلالها وبعدها، إضافة إلى غيرها من مُستلزمات العملية الإنتاجية المتكاملة، ما يصب في خانة تعزيز كرة القدم السعودية وجمهورها الواسع. وبذلك تكون مجموعة MBC وضعت إمكاناتها الإنتاجية والبرامجية والفنية والتسويقية في خدمة الدوري السعودي، بهدف إضافة قيمة إنتاجية عالية إلى المباريات، لتتماهى مع المتابعة الجماهيرية الواسعة التي تلقاها كرة القدم في المملكة. يهمني أن أُشير مثلاً إلى أن ثلاث قنوات من شبكة MBC PROSports الأربعة الجديدة، تتمتع بخاصية فنية مزدوجة، إذ تجمع ما بين صورة البث فائق الدقة «HD» وصورة البث الاعتيادي «SD». وبموازاة المحتوى المميز الذي يعتمد على البث المباشر والتغطيات الخاصة، والبرامج العائدة إلى المباريات الكروية السعودية، ستسعى شبكة قنوات MBC PROSports إلى توفير خيارات واسعة من المحتوى الكروي المتعلق بأبرز منافسات كرة القدم. هناك أحاديث عن بحثكم عن اسم يتولى مهمة إدارة القنوات الرياضية.. ما مدى صحة ذلك؟ - كافة الإدارات في مجموعة MBC تعمل على إنجاح شبكة القنوات الرياضية الجديدة، ونحن «فريق عمل» واحد، ولا داعي لاستباق الأمور. هناك حديث عن أن MBC ستقوم بتشفير المباريات في الموسم المقبل؟ ما هي خططكم في هذا الإطار؟ - نحن اليوم بصدد الكلام عن إطلاق شبكة قنوات رياضية جديدة، مفتوحة وغير مشفرة. أما خيار التشفير فتحدده عادة «دراسة الجدوى» الاقتصادية، وتمليه مسألة العائدات التجارية والإعلانية، وما إذا كانت هذه الأخيرة قادرة على تغطية التكاليف الباهظة، منها كلفة الحقوق، والإنتاج والنقل والبرمجة والتسويق... إلى آخره. طبعاً، يجمعنا مع «الاتحاد» الحرص الدائم على الأندية والسعي إلى تطورها وزيادة مداخيلها من جهة، ومصلحة المشجع الكروي - المشاهِد من جهة أُخرى، لما في ذلك من فائدة على الكرة السعودية. في كل الأحوال، لن يتم التفكير أو اتخاذ أي خطوة في مجال «التشفير» إلا بالتعاون الوثيق مع «الاتحاد» وبالتنسيق معه، وضمن إطار الحرص على مصلحة الفرق المعنية كافة. هناك قلق لدى المشجع السعودي من ارتفاع قيمة الاشتراك في حال التشفير خصوصاً في ظل التجارب السابقة.. ما هو تعليقكم على هذه المخاوف؟ - قلت إننا في MBC نضع دائماً مصلحة المشاهد في المقام الأول، وفق جميع خططنا وخطواتنا. أما بالنسبة إلى الشق الثاني من السؤال والمتعلق بقيمة التشفير، فهذه مسألة افتراضية واستباقية، لا يُمكن التكهن بها أو حتى الحديث عنها الآن، والأمور مرهونة بأوقاتها.