عبدالله المزهر مكة أون لاين - السعودية أن تدافع عن حق التأليف والنشر والإبداع فذلك مبدأ يحترم حتى وإن اختلف معك من يختلف حول ما يمكن قبوله تحت مسمى «الإبداع». أن يصل بك حب الحرية والدفاع عنها إلى أن تدافع حتى عن الرسومات المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام بدعوى أنها حرية تعبير وأن الفكر مهما كان منحرفا ومسيئا لا يواجه إلا بالفكر، فذلك أمر يمكن قبوله ونقاشه حتى ولو على مضض! أن تصرخ محتجا على منع عرض بعض الأفلام السينمائية التي تحوي على مشاهد أو عبارات جنسية أو خادشة للحياء والذوق العام، أو التي تتعرض لبعض الرموز ومقدسات الناس، بدعوى أن الإبداع لا يعترف بالحواجز والحدود فذلك أمر يمكن فهمه. أن تنفعل وتغضب حين يقوم الدواعش بتحطيم التماثيل والآثار لأنها تراث إنساني، فذلك أمر يحترم وموقف يستحق التقدير. أن يغضبك وجود المحتسبين في معارض الكتب ومحاولتهم منع بيع وعرض بعض الكتب فذلك موقف يدل على حبك لحرية الفكر والإبداع، وأنك صاحب مبدأ يساند كل صاحب فكر في أن يكون حرا في التعبير عن أفكاره ومعتقده بالشكل الذي يريد دون وصاية من أحد. كل ذلك جميل ومفهوم ورائع أيها الليبرالي الجميل. لكن حين يكون لك كل تلك المواقف ثم تفرح بمشاهد حرق الكتب، وتؤيدها وتعتبرها عملا عظيما لمجرد أن لك توجهات سياسية تختلف مع توجهات مؤلفيها فهذا يعني ببساطة أنك عليك القيام بأمرين على وجه السرعة ودون تأخير، الأول أن تكف عن وصف نفسك بالليبرالي لأنك عار على الليبرالية في هذا الكوكب البائس، والثاني هو أنه يجب عليك أن تراجع طبيبا نفسيا في أسرع وقت ممكن فحالتك قد تتدهور إلى ما هو أسوأ! [email protected]