علامات استفهام ترتسم يوما بعد آخر عن النزف النقطي الذي يحاصر سوق الأسهم السعودية من جهة، وانخفاض أسعار النفط من جهة أخرى، وتأثيرات هذين العاملين على الاقتصاد السعودي، وانعكاس ذلك على المشاريع الخدمية ومستويات المعيشة. وأمام كل هذه الأحداث لا تزال الضبابية تكتنف المشهد المحلي، ما يستدعي – بحسب المراقبين- أن يكون هناك صوت مسؤول يظهر كاستحقاق في هذه المرحلة، ويبدد الهواجس التي تقض مضاجع العامة قبل أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين. وتبقى الأسئلة التي تطرح هنا وهناك حول المستقبل المنظور تائهة تبحث عن إجابة، في ظل الصمت السائد لوزراء المالية والبترول والثروة المعدنية والاقتصاد والتخطيط، إضافة إلى رئيس هيئة السوق المالية. عضو جمعية الاقتصاد أحمد الجبير قال ل"الوطن" إن أي ظهور لوزير المالية إبراهيم العساف أو أي من المسؤولين في الشأن المالي، مهم ل"طمأنة المستثمرين والمتعاملين"، مؤكدا أن انتعاش السوق مجدداً وعودتها لوضعها الطبيعي، متوقف على خروج التوضيحات اللازمة، بينما دعا الخبير الاقتصادي ماجد الشبيب المسؤولين إلى عدم نسيان دورهم في هذا الشأن، للحديث عن أهمية الفترة المقبلة فيما لو استمرت الأسعار الحالية للنفط بشكلها الحالي. طالب متخصصون وخبراء عبر "الوطن" بضرورة ظهور كبار المسؤولين عن المال والاقتصاد في المملكة، لبيان ما يدور من أحداث ترعب المجتمع بصفة عامة، والمستثمرين والمتعاملين مع السوق المالية السعودية، بعد أن سجلت سلسلة تراجعات أفقدتها أكثر من 2800 نقطة خلال شهرين متتالين. وتراجع مؤشر السوق خلال جلسة الأمس ب 1.5% عند 8290 نقطة - 121 نقطة"، وعمت التراجعات غالبية الأسهم المتداولة بنسب متفاوتة، تتقدمها أسهم "سابك" و"الراجحي" و"الأهلي" بين1و2%. وشدد متخصصون على أهمية ظهور وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف لطمأنة الجميع. وأكد عضو جمعية الاقتصاد أحمد الجبير ل"الوطن" أن ظهور الوزير سيطمئن المستثمرين والمتعاملين مع السوق، وأنها خطوة من شأنها إنعاش السوق مجدداً، وبين الجبير أنه حينما ارتفعت أسعار البرميل الخام من البترول لم يرتفع معها مؤشر الأسهم، ولكن حين انخفضت الأسعار تدهورت السوق، وهذا الاستفسار يحتاج إلى إجابة واضحة وشفافة من الوزير العساف. وتابع "حينما حدثت مشكلة مالية في بريطانيا ظهر رئيس الوزراء وطمأن المجتمع بأن هناك مقومات تستطيع أن تعيد السوق إلى مسارها الطبيعي"، مبيناً أن الرئيس استطاع أن يوضح الأمور التي جعلت المستثمرين يطمئنون مجدداً، لتشهد السوق البريطانية بعدها ارتفاعا. وأضاف الجبير أنه حان الوقت لتفعيل مداخيل أخرى غير النفط، من خلال استثمار الصندوق السيادي داخل المملكة، واستغلال الطاقات البديلة الأخرى، لكي لا ترتبط السوق الاقتصادية بأسعار النفط فقط. وقل الخبير الاقتصادي ماجد الشبيب ل"الوطن"، إنه يجب ألا ينسى المسؤولون دورهم في هذا الشأن للحديث عن أهمية الفترة المقبلة، في حال استمرت الأسعار الحالية للنفط للأعوام المقبلة، ولا بد من معرفة مدى وضوح الرؤية لديهم؟ وما هي الاستعدادات المترتبة في مثل هذه الأوضاع؟ مشيراً إلى أن اللوم لا يلقى عليهم فقط، بل يجب رفع مستوى الثقافة الاقتصادية للفرد، وثقافة التعامل مع الأسواق المالية، وكيفية التعايش معها. وأوضح الشبيب أن ما حدث أمس من ارتداد قوي للمؤشر هي أولى علامات نهاية الهبوط، وما مدى قوة مستويات مناطق 8200 نقطة التي تعتمد على تركيبة الموجة والنماذج التوافقية التي تشير إلى تحقيق الهدف السلبي للهبوط، ولكن بكل تأكيد فإن مواصلة الصعود القوى ليس بالجيد، فلا بد من تأسيس قاع فني صاعد، والمتوقع أن يكون نطاقه بين أدنى مستويات جلسة الأمس ومستويات ال 8800 و 8900. وقال "إنه كلما طالت مدة تأسيس القاع كلما زاده إيجابية، لذلك يجيب على المتداول أن يعيد مراكزه خاصة بعد الهبوط القوي، ما يعكس أهمية الأسعار ومدى الجدوى منها استثماريا، بخاصة أن المكررات الربحية لبعض الأسهم الاستثمارية تعطي مراكز استثمارية لا مضاربية للفترة المقبلة بعد إعلاناتها المالية للربع الأخير من العام الحالي.