مكة أون لاين - السعودية قبل ثلاث سنوات أصدر جيمس روبنسون ودارون أشيموجلو – وهما أكاديميان من جامعة إم آي تي - كتاب "لماذا تفشل الأمم: أصول السلطة والازدهار والفقر"، أو "لماذا تفشل الدول" (Why Nations Fail). أثار الكتاب اهتمام الباحثين في مجال الاقتصاد والاقتصاد السياسي، وصنف كأحد أهم الكتب في مجاله. وقد صدرت مؤخرا الترجمة العربية لهذا الكتاب وهي تباع في معرض الكتاب المقام حاليا بالرياض. تتلخص فكرة مؤلفي الكتاب في أن فشل الدول ونجاحها اقتصاديا ليس له علاقة بالموقع الجغرافي لتلك الدولة، كما أنه ليس له علاقة بثقافة وعادات سكان تلك الدول أو قيمهم الدينية أو عرقهم. وإنما، تنجح الدول أو تفشل بسبب شكل ونوع مؤسساتها الاقتصادية والسياسية. حيث يسرد المؤلفان شواهد تاريخية كثيرة للدول التي استطاعت أن تنهض باقتصادها، وكان العنصر المشترك في تلك الدول هو وجود مؤسسات اقتصادية وسياسية تشاركية. أي مؤسسات غير محتكرة من قبل قلة قليلة، وإنما شاملة وضامة لكل أو أغلب شرائح المجتمع. فنمو اقتصاد أي دولة يعتمد بشكل أساسي – حسب وجهة نظر مؤلفي الكتاب - على قدرة تلك الدولة في فرض حقوق الملكية، وخلق أرضية تنافسية متساوية للجميع، وتحفيز الاستثمار في التقنيات الجديدة والمهارات التي تدفع بالتنمية الاقتصادية، وهذه العناصر لا يمكن أن تتوفر إلا بوجود مؤسسات اقتصادية وسياسية تشاركية. في المقابل تفشل الدول عندما يتم احتكار المؤسسات الاقتصادية والسياسية. فعندما يسود الاحتكار قطاعات الاقتصاد، يتوقف التنافس، ويغيب حافز الإبداع والابتكار في المجال الاقتصادي، فيتباطأ الاقتصاد ويعجز عن النمو بسرعة كافية للوصول لمصاف الدول المتقدمة اقتصاديا. كما يرتكز النمو – الموقت – لتلك الدول التي يسود فيها احتكار قطاعات الاقتصاد على استنزاف الموارد البشرية والاقتصادية من دون تقديم قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد، فتنمو تلك الدول لسنوات أو ربما عقود، ثم يتوقف الاقتصاد عن النمو أو ينهار تماما – كما حدث في الاتحاد السوفييتي على سبيل المثال. [email protected]