الوطن - السعودية منذ أسبوع وأنا أحاول البحث عن "عذاريب" في الأداء الحكومي، فلم أر خللا أو تقصيرا يمكن انتقاده، بدليل أني لم أجد ما أكتب عنه الخميس الماضي فآثرت الغياب! فتعليمنا يضاهي أي بلد متقدم، ويستحق ما يرصد له من ميزانية. ماذا نريد أكثر من مدارس أشبه بجامعات مصغرة، ومناهج مواكبة لمتطلبات العصر، ومعلمين مؤهلين يشعرون باستقرار لما هيأته وزاراتهم من أجواء، لم يكن آخرها حركة النقل الخارجي التي صدرت الخميس الماضي، وواكبت طموحات جميع طالبي النقل من معلمين ومعلمات! أما الصحة، فنتعب ونحن نبحث عن خطأ طبي واحد، أو وباء متفش، أو مريض يبحث عن سرير، أو شكوى مراجع. حتى المستشفيات الحكومية "من زود" خدماتها أصبحت تهدد نظيراتها في القطاع الخاص بالإفلاس. أكون صادقا إن قلت إني شخصيا أعجز عن التمييز بين المستشفيات العامة والفنادق لتشابههما في الملامح! الحديث عن السفر برا يطول بقدر مسافات الطرق، إذ تحول إلى رفاهية بعدما كان وعثاء، ذلك ببركات شبكة ربطت البلاد ببعضها، طرق لا تعرف التحويلات إليها سبيلا. العيب الوحيد أنها تجلب النعاس من نعومة السير عليها! بحثت في ملفات البطالة، والسعودة الوهمية، وتعقيدات الاستقدام، والقضايا العمالية، فلم أجد منفذا إلى انتقاد وزارة العمل. عرجت على وزارة الإسكان ولم أر مشروعا واحد متأخرا، أو أسمع عن وعد قطعه مسؤول في "الإسكان" لم يف به! عن وزارة الاقتصاد والتخطيط، "فصفصت" إحصائياتها عسى أن أجد ما بين السطور ثغرة، فثبت لي أن كل أرقامها مستمدة من الواقع ولا يمكن لأحد التشكيك في صحتها. حتى الرياضة تطفلت على أجندتها وما شهدت إلا الروح الرياضية، لدرجة أن بعض اللاعبين يتعمد التسجيل في مرمى فريقه لإسعاد جماهير الفريق المنافس! اكتشفت أخيرا أن لا مشاكل لدينا، لأن من ينتقد أحد الأجهزة الخدمية قد يكون في عرف البعض إنسانا مغرضا ومشكوكا في وطنيته!