عين اليوم - السعودية لماذا كل هذا الهجوم السخيف والتحريض لإيقاف مهرجانات مزايين الإبل؟ حسناً لو تم إيقاف مزايين الإبل هل سنطلق أول صاروخ إلى المريخ؟ وهل سنصنع أول قطار سريع؟ وهل ستنتهي كل مشاكل الإسكان والصحة؟ وهل سنصبح الدولة الأولى في التعليم والفنون؟ وهل سنفتتح مدن اقتصادية ومعرفية ذكية؟!، سر العداء ضد المزايين هو العداء الدفين ضد كل ماهو صحراوي، أبناء البادية، القبيلة، الماضي، الإبل، الحكايات الشعبية، الدرباوية، سيارات الشاص، الشعر الشعبي، لهجات السكان خارج المدن الكبيرة الثلاث.. إلخ.. إنه غرور الشباب الذين تعلموا علما لا ينفع وسكنوا مدنا اسمنتية كئيبة لم يروا حيواناً واحداً فيها، ويشاهدون إم بي سي ثم ينتقدون الإبل في طريقهم إلى دبي. المزايين هو المهرجان الترفيهي السنوي الوحيد الذي يسعد به أبناء البادية في مناطق نائية من السعودية، فيه سوق مفتوح للحرف وفرصة للتعارف والاحتفال وبيع المنتجات المحلية والمواشي مما يعود بالنفع الاجتماعي والاقتصادي على سكان مناطق لم تصل لها التنمية، هناك معارض توعوية لبعض الوزارات مثل وزارة الزراعة، هناك أمسيات شعرية وندوات دينية، ومتاحف صغيرة متنقلة، أكلات شعبية وتنافس حر جميل، أصبحت المزايين مزارات سياحية تستقطب مئات الآلاف من مواطني السعودية ودول الخليج، لماذا نحاول أن نقطف سعادة هؤلاء ونحرض عليهم متنفسهم الوحيد ؟ هناك ثلاث حجج، الأولى أن المزايين تشجع العصبية القبلية، نعم المملكة العربية السعودية مجتمع قبلي وهذا ليس عيبا أو مصدر تخلف، القبيلة كانت ولا زالت مصدر لتعزيز السلام الأهلي وترسيخ مبادئ احترام الآخرين والوحدة الوطنية، لا يمكننا أن نمسخ القبيلة ونتجاهل وجودها بحجة الوحدة الوطنية، في أمريكا هناك يوم القديس باتريك يحتفل فيه الأمريكيين من أصول إيرلندية بهويتهم، وهناك مظاهر أخرى لذوي الأصول الإفريقية بالاحتفال بيوم مارتن لوثر كينج، وأيام ومظاهر للأعراق الأخرى ولم يقل أحد أن هذا يتسبب في تكريس العصبية العرقية ويهدد الوحدة الوطنية الأمريكية، لا نريد أن يكون المجتمع السعودي مسخ قبيلة واحد، الجميع فيها متشابهون .. الحجة الثانية هي أن مزايين الإبل مظهر للإسراف والبذخ، حسناً لماذا لم تعترض على المبالغة وصرف الأموال ببذخ على مسابقات جمال الفتيات في دول العالم المتحضر ؟ لماذا لا تعترض على بذخ الكرنفال السنوي على اليخوت على شواطئ الريفييرا ؟ الحجة الأخيرة أن مزايين الإبل هو سوق لغسيل الأموال وهذه حجة الببغاوات تنتقل من شخص إلى آخر بلا دليل واضح، أغلب المهرجات تُعقد برعاية إمارات المناطق وبوجود وزارة الداخلية، إذا كانت هناك أوهام عن سر أسعار المزايين المبالغ فيه فليس من حقك أن تتهم الآخرين دون دليل فقط لأنك تكرههم، الإبل جزء من هويتنا وتاريخنا وتغزل البعض بجمالها، وإقامة مسابقات هو أولاً جزء من حريتهم الشخصية وهو كذلك حفاظ على التراث والهوية.