عين اليوم - السعودية لم تكن تلك الأشياء التي تلتصق بنا؛ مجرد أشياء تؤدي رسائل؛ فالسراويل والمشالح والملابس؛ كلّها لنا فيها شؤون وفنون. واليوم نفتح صفحة الحذاء، والواقع أن ما قِيل في الحذاء، يفوق ما قيل عن بعض الدول والرؤساء، لذا سيُضيّق الحذاء دائرته، ليكتفي بالقصص التي مرّرت عَبرها؛ بعض الحِكَم والدروس، وكان الحذاء "الشاهد والخالد". ولعل أشهر ما يروى من هذه القصص؛ قصّة "حذاء السلطان"، التي كانت البداية لاختراع الأحذية، حيث يُحكَى أن سلطاناً كان يحكم دولة واسعة جداً.. وأراد هذا السلطان يوما القيام برحلة برية طويلة، وخلال عودته وجد أن أقدامه قد تورّمت بسبب المشي في الطّرق الوعرة؛ فأصدر أمراً يقضي بتغطية كل شوارع دولته بالجلد، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل مفاده: عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي السلطان فقط؛ فكانت تلك بداية صناعة الأحذية. ولعل هذه القصة مليئة بالمغازي والمعنى الموازي، ولكن أبرز ما فيها أن المرء حتى يكون ناجحًا؛ يجب عليه أن يشتغل على ذاته، صقلاً ورعاية واهتماماً، فيُغيّر من نفسه، ويعمل على ذلك؛ وبالتالي إذا غيّرتَ أنتَ نفسك، وغيّرت أنا نفسي، وغيّر الثالث نفسه؛ فإنّ العالم كله سيَتغيّر.. فالعالم ليس سوى أنا وأنت، وذاك الثالث. كما يُحكَى أن الزعيم الهندي غاندي، كان يجري بسرعة للحاق بقطار، وقد بدأ القطار بالسير، وعند صعوده القطار، سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه؛ فما كان منه إلا أن خلع الفردة الأخرى وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكّة القطار.. فتعجّب أصدقاؤه وسألوه: ما حملك على ما فعلت؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟! فقال غاندي الحكيم: أحببتُ للفقير الذي يجد الحذاء؛ أن يجد حذاءً كاملاً فيستطيع الانتفاع به، لأنّه لو وجد فردة واحدة فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضاً. يا إلهي على هذه الحكمة التي ترسلها القصة، والتي تقول: متى فاتك شيء فإنه –قطعاً- قد ذهب إلى أحد غيرك، ليحمل له السعادة.. فلنفرح لهذا "الأحد"، ولنتوقف عن إنتاج الحزن لما فاتنا، لأن الحزن لن يعيد لنا ما فات. في النهاية أقول: يا قوم تعلّموا من أحذيتكم. تويتر: Arfaj1 [email protected]