عين اليوم - السعودية طيلة السنوات الثلاث الماضية لم أكتب مقالاً واحدا عن ما يحدث في مصر، لم أكتب تغريدة واحدة في تويتر عن مصر، تقوم ثورة ويتغير الحكم ولم أكتب شيئا عن مصر. ما بعد الربيع العربي صنع نشطاء مصرييين من كل الأشكال، شباناً يبحثون عن مصلحتهم الخاصة، و "سبوبة" اليوث ليدر، وأصوات الشرق الأوسط الجديدة، وسياسيين يريدون المنصب والشهرة والمصالح، ومثقفين مهمشين تعشعش في عقولهم مصر عبدالناصر، ورجال أعمال يدعمون الاستقرار السياسي ولو كان المقابل هو الحريات العامة ومستقبل الطبقة المتوسطة. أما مصر العظيمة التي تستحق أن تكون لها مكانة، فلن يتحقق لها ما تآمله بالشعب المصري المعاصر، ستبقى مصر الدولة الباحثة عن المعونات الخارجية، وسيبقى المواطن المصري يبحث عن أقرب فرصة للهروب من بلده، إذا من واجبي أن لا أهتم بمصر، إذا كان أهلها لا يعرفون مصلحة بلدهم أو لا يريدونها. من الأنانية أن تستحوذ مصر على خيال كل عربي لسنوات ثم تفشل بسبب أطماع من هم في الساحة و عدم مبالاة كل مواطن مصري، كل فرصة تصل للشعب المصري يركلها ويعبث بها، فشل يتبعه فشل أكبر، والمشكلة بالنسبة لمصر أن الواقع قبيح جدا والأماني عالية وما بينهما نخبة سيئة، ولو حدث أن المصريين قاموا بألف ثورة وجاء للحكم أفضل الناس فلن يستقيم حال مصر، لا لشئ سوى أن الإنسان المصري يبحث عن مصلحته الخاصة، يستوي في ذلك: الثائر الشاب أو الشابة، والسياسي، ورجل الأعمال، والموظف الحكومي، ورجل الدين!