مال - السعودية في 19 رجب عام 1393ه طرح أحد أبرز الاقتصادين في المملكة العربية السعودية خاصةً وفي الوطن العربي عامة الدكتور محسون جلال – رحمه الله – في إحدى مقالاته في مجلة اليمامة فكرة تنويع مصادر الدخل، و نظراً لأهمية فكرته بين الوسط الإعلامي في تلك الفترة قام بتأليف كتاب تحت مسمى (زراعة البترول). تتلخص فكرة الكتاب في "وضع خطط استراتيجية لتوجيه الإيرادات البترولية إلى تنمية زراعية وصناعية واجتماعية، وتتمثل بعبارة أخرى في عودة البترول إلى الأرض أو تثبيته في الأرض .. أي زراعته". وعلى الرغم من مرور عدة سنوات على إصدار كتاب (زراعة البترول) إلا أن القارئ يشعر أنه إصدار جديد وذلك لأن الأفكار المطروحة لازلنا بحاجة ماسة إلى تنفيذها، فمنذ اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية حتى اليوم ونحن نستخرج بذوره من باطن الأرض للاستهلاك المحلي والتصدير العالمي فقط ولم نزرع هذه البذور ليستفيد منها أبنائنا وأحفادنا مستقبلاً. كيف نزرع البترول؟ زراعة البترول تعني استثمار إيراداته في خلق اقتصاد يقف مسانداً له، و المملكة العربية السعودية لديها مقومات تساعدها في تنويع مصادر الدخل، حيث تملك المملكة موارد طبيعية كالنفط، الغاز، المواد المعدنية، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. و لديها أيضاً قوى بشرية من خريجيين وخريجات بمختلف التخصصات العلمية والإدارية لديهم إمكانيات هائلة لأخذ زمام القيادة في تحويل المملكة إلى دولة صناعية منتجة. بعيداً عن المقومات التي ذكرتها، المملكة العربية السعودية لديها أهم حافز وهو رغبة المواطنين السعودين وقناعتهم التامه في خلق اقتصاد جديد بجانب النفط، فالصحف السعودية و البرامج الإعلامية و مواقع التواصل الاجتماعي تكاد لاتخلو يومياً من عبارة: نحتاج إلى تنويع مصادر الدخل! أخيراً .. التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية الآن أصبحت كالكابوس بالنسبة لصناع القرار و للمواطن ، فمن الصعب أن نجد اقتصاداً مسانداً للنفط في يوم وليلة، بل نحتاج إلى سنوات لتنفيذ خطط استراتيجية مستدامة و إعادة هيكلة للاقتصاد السعودي للتحول من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد انتاجي.