الاقتصادية - السعودية شكا لي صديق هلالي أوضاع ناديه "المتردية" وحزنه على ما يحدث لفريقه، وعندما قلت له الحل بسيط "اهجر متابعة الرياضة حتى يعود ناديك لسابق عهده"، رد قائلا "يا سطام ليت الهلال كرة وبس، الهلال يرتب لي مزاجي وبدون مبالغة أحيانا يرتب حياتي". كلام الصديق الهلالي العاشق مؤثر جدا ويكشف لنا أن كرة القدم ليست فقط مصدرا للمتعة والتسلية تنتهي علاقة المتابع لها بانتهاء المباراة، فالبعض ومنهم صاحبي يرى في كرة القدم متنفسا وفي ناديه "الهواء" الذي يحيا به، بل إن البعض يرى في خسارة فريقه فقدا لا بعده ولا قبله فقد، وقد يصيبه بفعلها سكتة "قلبية" تنهي حياته والأمثلة كثر عالميا ومحليا. كرسي الرئاسة في كل الأندية شبيه ب "فوهة" بركان يكون خامدا عندما تكون النتائج جيدة ويثور عندما تكون سيئة، وتختلف قوته من ناد لآخر بحكم "الشعبية"، ولعل أكثرها اشتعالا هو كرسي رئاسة الهلال. بزعمي أن كرسي رئاسة الهلال أو منصب الرئيس يفوق في قيمته منصب الوزير في بعض وزارات الدولة، فهذا المنصب يتحكم في المزاج العام لنصف الشعب، فبفضله بعد الله يمكن أن يجعل نصف الشعب سعيدا أو حزينا. من مهام أي قائد في الدنيا إسعاد شعبه، ورئيس الهلال هو الرجل الأول في النادي وقائده، فهل أسعد جماهيره خاصة في السنوات الثلاث الماضية؟ الإجابة لا شك يجمع عليها كثير من متابعي كرة القدم ألا وهي "لا". "إن صلح الرأس صلح الجسد"، أي تردٍ في نتائج أي فريق لا يمكن أن يتحمّله شخص آخر غير الرئيس، فهو مَن يدير أمور النادي سواء في اختيار اللاعبين أو الجهاز الفني أو تنمية مداخل النادي المالية، فأي خلل كما أسلفت يتحمّله الرئيس لا سواه. ثلاث سنوات من الإخفاقات كافية، وثلاث سنوات من التخبطات كافية أيضا، وثلاث سنوات من الوعود تكفي، فكثير من عشاق الهلال لم يعد باستطاعتهم تحمُّل مزيد من النتائج السيئة، وطلب فرصة أخرى غير مجدٍ، فطوال السنوات الثلاث الماضية لم تفلح الإدارة في تعديل وضع الفريق، فهل تكفي سنة ونصف وهي المدة المتبقية من فترة رئاسة الإدارة الحالية؟ الأمير عبد الرحمن بن مساعد رجل نبيل قدّم الغالي والنفيس من أجل إسعاد جماهير ناديه، وكان العمل جميلا ومرضيا في أول عامين له في الهلال، لكنه أخفق في السنوات التي تلتها، وعليه أن يقدم استقالته فورا فهي العلاج وحده، فلم تعد تنفع المسكنات التي يقدمها كل عام.