د. قيصر حامد مطاوع المدينة - السعودية تطرُّف بعض شبابنا وانضمامهم للمنظمات الإرهابية، يعتبر أحد أهم التحديات التي تواجهها المملكة، لكون أن العدو، وهو المنظمات الإرهابية وفكرهم المتطرف، يستهدفون أغلى ما نملك وهم شباب الوطن وثروته الحقيقية. ولا يخفى على أحد، أن حربنا ضد الإرهاب هي حرب أفكار، ويجب أن تتضافر جهود الجميع لمحاربة الفكر المتطرف وإثبات شذوذه، حتى تتجلى الحقيقة لشبابنا ولا يقعوا فريسة للمنظمات الإرهابية. ورغم أهمية حربنا ضد التطرف والإرهاب، نجد أن بعض المنتمين للتيارات الفكرية لدينا منهمكون في صراعاتهم وحروبهم الأزلية وتصفية حساباتهم مع بعضهم في العديد من الملفات الهامة للمملكة، والتي منها ملف الإرهاب، وتوجيه أصابع الاتهام لبعضهم البعض في ظهور التطرف والإرهاب. فهذا تيار يهاجم بأن الليبرالية والدعوة للديمقراطية والحرية وغيرها هي التي أدت لتطرف الشباب وانضمامهم للمنظمات الإرهابية، وبالتالي يجب القضاء على هذا التيار أولاً وأفكاره، حتى يسلم شبابنا من التطرف وينتهي الإرهاب. وذاك تيار آخر يرمي كل اللوم على محاضرات بعض الدعاة والمخيمات الصيفية وغيرها،وتأثير الصحوة القوية منذ بداية الثمانينات الميلادية من القرن الماضي في المجتمع، والذي وضع بذور التطرف الذي نجني ثماره الآن.والجدل مازال مستمراً بين هذا وذاك عن أسباب ظهور الإرهاب، تاركين ساحة محاربة التطرف التي تهم الوطن. وفي ظل انشغال هؤلاء في حروبهم،نجد أن المنظمات الإرهابية تركز جهودها لنشر فكرها المتطرف واستقطاب الشباب بشتى الوسائل، لاستخدامهم كذخيرة في حروبها وتنفيذ عملياتهم الإرهابية.وهذه التنظيمات أصبحت تصل لكل بيت، وكل ما يحتاجه الشاب هو جهاز كمبيوتر أو أي جهاز من الأجهزة الذكية، ليستمع إلى خطب هذه التنظيمات ويتشبع بأفكارها ويرى عملياتها. بل إن هذه التنظيمات أصبحت تغري الشباب بشتى الوسائل، بما فيها القذرة لاستقطابهم، مثل تنظيم داعش الذي يغري الشباب بالجنس،وتغليفه بشكل إسلامي بالطبع، وذلك بوجود سبايا جميلات للبيع ليتمتع بهن أعضاء التنظيم، ونشر مقاطع لهم وهم يبيعونهن في السوق ليشاهدهن الشباب، بل وأصدروا دليلاً مؤخراً عن معاشرة هؤلاء السبايا وبعض الأحكام الفقهية المتعلقة بذلك!. وبسبب هذا التركيز والتنظيم للمنظمات الإرهابية ووسائلهم القذرة،فهي متقدمة في استقطاب شبابنا، فعندما ننجح في مناصحة متطرف ليترك الفكر المتطرف، نجد أن المنظمات الإرهابية تستقطب عشرات غيره.!! وحتى ننجح في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، يجب أن تتضافر جهود جميع المنتمين للتيارات الفكرية في المملكة وتتحد لمحاربة هذا الفكر المتشدد الضال، والتركيز على توعية شبابنا وتحصينهم منه، بدلاً من الانشغال في حروبها وتصفية حساباتها، التي لا تنتهي، فأمن الوطن ومصلحته وحربه ضد الإرهاب، أهم من حروبهم. [email protected]