عربي 21 الأردنية 1- بينما كان شباب الثورة يحيون ذكرى أحداث الاتحادية بالكتابات والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تعليقات شباب «الإخوان» والقريبين منهم تنحصر على أمرين، الأول لوم الثوار على الاستغراق في الماضي والبحث في الملفات القديمة، والثاني مطالبتهم بالبحث عن ما يجمع ولا يفرق. ما أسهل النصائح حين توجهها للغير، فأعضاء الجماعة التي تقضي على أي أمل لإحياء الثورة يوميا بإصرارها على رفع مطلب عودة رئيس أصبح من الماضي، تنصح غيرها الآن بترك الماضي وشأنه، والذين يمتلكون تاريخا طويلا في شق الصف وتقسيم المصريين إلى أهل جنة وأهل نار يتهمون غيرهم بشق الصفوف. 2- بعد حكم ببراءة مبارك كنت في مداخلة عبر الهاتف مع إحدى فضائية عربية بينما كان في الاستوديو شخص محسوب على الإخوان، سأل المذيع عن إمكانية استغلال البراءة في تجميع الثوار مرة أخرى على هدف واحد، فأكدت أن ذلك مرتبط بتخلي الإخوان على مطالبهم الفئوية وأهمها تلك المتمثلة في عودة مرسي، كان رد الضيف الإخواني مشجعًا، تحدث كثيرًا عن صحة هذا الطرح ووجوب تقديم تنازلات من كافة الأطراف، وقبل أن يبلغ تفاؤلي مداه أحبطني الرجل بطرح جنوني يتحدث عن قبول الإخوان بعودة مرسي رئيسًا في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر يدعو بعدها لانتخابات رئاسية مبكرة. على صفحة الفيس بوك الخاصة بالبرنامج تم رفع فيديو الحلقة، قليل من التعليقات كانت تتحدث عن ضرورة التوحد حول أهداف الثورة، بينما الغالبية الساحقة منها يرون أنهم لا يحتاجون أصلا هذه الوحدة وأن الثوار في الشارع ولا تنازل عن عودة مرسي. ما زال الإخوان يقتنعون بأنهم قادرون على إعادة مرسي للسلطة، وهم لا يستطيعون تنظيم مظاهرة واحدة أمام قسم شرطة أو وزارة أو ميدان رئيسي، وهم لا يجرأون على التصريح بانتمائهم للجماعة في الشارع أو الأتوبيس، وهم غير قادرين على عقد اجتماع تنظيمي أو إقامة مؤتمر حزبي. من لم يقتنع أن مرسي كان رئيسًا فاشلًا، سيظل مقتنعًا بأنه عائد. 3- «الإخوان المسلمون حريصون على وحدة نسيج المجتمع المصري ونبذ الخطاب الطائفي والمذهبي»، هذا ما قاله بيان للإخوان موقع باسم الأمين العام للجماعة محمود حسين مطلع ديسمبر الجاري، بينما كان الإخوان يشاركون يوم 28 نوفمبر في المظاهرات التي دعت إليها الجبهة السلفية تحت عنوان «انتفاضة الشباب المسلم». هراء مثل هذا قالته الجماعة وهي تعلن النفير العام قبل عامين من الآن لمنع متظاهري الاتحادية من اقتحام القصر وحماية رئيسها من السقوط، لم يكن الإخوان يعلمون إن مرسي قد سقط فعلا من وقتها، وأن كثيرا ممن كانوا يقبلون به رئيسًا حتى لا يعود حكم العسكر اقنعوا حينها أن حكم الإخوان لا يختلف عن حكم العسكر. مازالت الجماعة مقتنعة ببراءتها من الدماء التي سالت بالقرب من أسوار القصر باعتبار الخسائر الأكبر كانت في صفوفهم، لكن من قال إن المعتدي يخرج منتصرًا طوال الوقت؟ ومن قال إنهم لا يتحملون وزر دماء شبابهم الذين سقطوا بإجرام القيادات؟ سيبقى 5 ديسمبر 2012 عارًا على كل من أنهاه على هذا النحو، ذلك أنه قتل الثورة ولم ينقذ نفسه، سيبقى 5 ديسمبر 2012 دليلا على أن نجاتنا جميعا مرتبطة بنجاة الثورة، إن عاشت عشنا وإن ماتت سبقناها. قد نتعاون مع الإخوان إن اقتنعوا بأنهم أخطأوا قبل الحكم وبعده، وهذا يعني أننا لن نتعاون معهم أبدًا.