مكة أون لاين - السعودية يبدأ سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد السبت المقبل مهمته الجديدة كحاكم لمنطقة نجران، ومهمته الجديدة لن تكون مفروشة بالورود بالتأكيد، فنجران حالها حال مناطق الأطراف التي ما زالت حركة التنمية والتطور فيها دون المأمول في ظل استئثار المناطق الرئيسية (الرياضومكة والشرقية) بأكثر من 90% من حجم اقتصاد المملكة ونحو 77% من حجم العمالة في القطاع الخاص. كما لن تكون مهمة الأمير جلوي مستحيلة أيضا في ظل وجود رأس المال البشري، إذ تزخر المنطقة بقطاع شبابي متطلع ووثاب أثبت كفاءة مشهودة حين منحه الحاكم السابق سمو الأمير مشعل بن عبدالله الفرصة لتتجسد قدرات الشاب النجراني في رسم صورة فاخرة لما يمكن أن يكون عليه الشاب المنتج والمتفاعل مع محيطه ومتغيرات عالمه، وإذا ما أراد الأمير جلوي لمشروعه التنموي النجاح فعليه الاعتماد على الشباب والشباب فقط.. سأتحدث بتركيز أكثر على الحركة الاقتصادية في نجران وهي في المجمل حراك ضعيف لا يضيف سوى 1.2% من حجم الاقتصاد السعودي والأسباب كثر لعل أبرزها قصور المؤسسات الحكومية في تكريس خطط الدولة بترسيخ قيم ومبادئ واستراتيجيات التنمية المتوازنة، فظل أداء قطاع الأعمال ضعيفا وغير ذي تأثير إذ لا يوجد بها سوى مصنعين منتجين و4 تحت الإنشاء، وانعكس ذلك على معدلات البطالة إذ سجلت نجران أعلى معدلات البطالة على مستوى المملكة عند مستوى 17% الأمر الذي انعكس على هجرة الشباب إلى مناطق المركز الثلاث للحصول على فرص العمل. وفي حقيقة الأمر فإن إطلاق المبادرات الاقتصادية وتحقيق عدالة في التنمية لا يجب أن يتم تعليق فشله أو نجاحه على طرف واحد فقط وإنما على منظومة العمل الاستراتيجي الشاملة متمثلة في التطبيق الحقيقي لخطط التنمية المتعاقبة وكذلك عدم وجود مجموعات ضغط أهلية لحث الوزارات على التفاعل مع المطالب التنموية. ومن حسن الطالع فإن نجران تمتلك مقومات اقتصادية واعدة لم يحسن استغلالها حتى الآن، فهي ليست فقيرة اقتصاديا، وقد وصفها الرئيس الماليزي الأسبق مهاتير محمد في زيارة سابقة للمنطقة بأنها «كنز لم يكتشف بعد» في إشارة منه إلى ما يوجد في باطن أرضها وفي جبالها من معادن بكميات ضخمة، ما يمكنها في حال إنجاز المشروع الأضخم في تاريخ نجران والمتمثل في ربطها برا بالبحر الأحمر عبر منطقة جيزان في مشروع وجه خادم الحرمين الشريفين بتنفيذه بتكلفة 3 مليارات ريال ويختصر المسافة بين المنطقتين إلى 170 كيلومترا. ما يعني إمكانية أن تكون نجران قاعدة تصنيعية لا تقل شأنا عن المناطق التعدينية في الشمال أو رأس الخير إذا ما تهيأت إرادة حقيقية بذلك..! [email protected]