الوطن - السعودية نحن في مطلع ديسمبر، آخر ما تبقى من شهور العام الميلادي. في مثل هذا الوقت تنشط عادة جرد الحسابات، وهو أيضا فرصة لتنشيط ذاكرة حبيبنا المسؤول التنفيذي بسؤاله عن وعود قطعها العام الماضي! لنتجاوز السؤال عن وعود عام واحد، فلدينا ما هو أشمل، وهو كشف حساب مفصل لخمس سنوات ماضية، إذ بعد شهر من الآن تنتهي خطة التنمية التاسعة. وعندما نقارن بين أهدافها ومنجزاتها، سنلحظ عجز بعض القطاعات عن تلبية متطلباتها رغم الدعم الكبير والميزانيات الضخمة المرصودة. بمعنى آخر الخطط الخصبة في واد، وواقع الحال في واد آخر غير ذي زرع! سأكتفي بمثال يكشف الهوة بين المفترض والواقع، فعلى سبيل المثال قطاع حيوي ك"الصحة" لديه نقص كبير في التنفيذ مقارنة بالأهداف المرصودة في خطة التنمية التاسعة. إذ لم ينجز منذ بداية الخطة وحتى العام ما قبل الأخير لنهايتها سوى 66% من عدد الأَسرّة المستهدف لكامل القطاعات الصحية، أما المراكز الصحية فلم ينفذ سوى 28% من الرقم المستهدف في الخطة التنموية! تبلغ موازنة خطة التنمية التاسعة 1.4 تريليون ريال، وهو رقم كاف لإنشاء بلد متقدم من الصفر، لكن المشكلة ليست في المال، بل في إدارته! في الحديث عن الوعود "العرقوبية" احترت من أين أبدأ، هل أتحدث عن المشاريع المتأخرة، أم شقيقتها "المتعثرة" الحظ، أم أسأل عن المشاريع المجمدة التي ما تزال حتى اللحظة حبرا على ورق؟! هل أحدثكم عن وعود "الصحة" بجعل سفر المواطن للعلاج أمرا من الماضي، أم أحصي عدد الإنجازات الشفوية لوزارة الإسكان وأقارنها بالوحدات السكنية المنجزة. أيحق لي أن أسأل عن سر تزايد العاطلين عن العمل من السعوديين مقابل زيادة أعداد الوافدين، هل أحلل أسباب غلاء أسعار السلع والغذاء في الداخل برغم انخفاضها عالميا، أم أبحث عن مآل مشاريع اختفت وكأن الأرض انشقت وابتلعتها؟! خطط التنمية كأنها ورقة امتحان، هناك من ينجح وآخر يخفق، كثيرون هم من ستكون نتيجتهم: لم ينجح أحد!