عين اليوم - السعودية قال الله تعالي ( ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) وقال المصطفي عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ( قد يكون أحدكم ألحن بحجته من أخيه فأحكم له فوالله لقد إقتطعت له قطعة من النار). إن معني ذلك ان هناك أمراً ضرورياً يجب ان يعيه الناس بل هو من اهم ما يجب علي من يمارس التوعية القانونيه أن يفعله وهو أنه لا يكفي لرفع الدعوي أن تكون لديك مستندات وأدله قويه وكذلك لا يكفي أن تكون صاحب حجة قويه ولساناً بليغاً بل يجب أن تكون في البداية صاحب حق !! اذاً المسألة مسألة ضمير ومبدأ وهذه المسائل خفية وغير ظاهرة للبشر ويحكمها الوازع الديني والأخلاقي للفرد ولا يمكن للقاضي أن يعرفها أو يعلم بها لأنه وببساطه يبني حكمه علي ماهو ظاهر له من أدله ولا يعلم الغيب كما أنه ولو كان يعلم فإنه لا يحكم بعلمه فالقاعدة تنص علي ان ( القاضي لا يقضي بعلمه). إن التوعية في مثل هذه الحاله هو ترسيخ المبادئ والقيم والمثل في افراد المجتمع وزرع هذه المبادئ في الأجيال الناشئة ، وأيضا إنشاء ثقافة تعتمد علي أن قوة القضية تُبني في الأساس علي الحق أولاً ، وأن إمتلاك الأدلة والبيّنات القوية والتي قد تؤدي الي نجاح القضية لا يعني ان ذلك مبرراً لرفعها طالما لم يكن لصاحبها الحق فعلاً ،كما قال ماكسويل ( كثيرة هي القوانين وقليلة هي المبادئ ، تتغير الاولي مع الزمن ، وتبقي الثانيه ثابتة مدي العمر) .