عبدالله بن علي القرني مال السعودية بحث العالم الصناعي المتقدم عن أنجع القرارت، وأشدها فعالية للتنمية الفرص المتعددة أمام الإنسان، بعد أن تيقن الجميع بأن الثورة الصناعية التي امتدت لقرون خلفت العديد من المشكلات البيئية، والاقتصادية، والأخلاقية العميقة؛ فكان أن اهتدوا إلى صناعة المعرفة لتكون قائدة جديدة لهذا العصر، عن طريق ارتباط المعارف الإنسانية التقليدية بالتكنولوجيا، أو ارتباط التكنولوجيا بالمعارف البشرية؛ فكلاهما يستطيعان أن يتكاملا ليصنعا مزيجا عالميا خلاقا، ويحققا تحولا مهولا في كم، وكيف العلوم، والفنون بشتى أنواعها، وأشكالها؛ ويكمن أحد أصولها الفلسقية أنها آمنت بأن مصدر قوة المجتمعات اليوم هي (المعرفة في يد الكثرة)، وليست (الأموال في يد القلة)؛ وما إن تبلورت الفكرة نحو تكنولوجيا المعلومات، حتى انساق العالم بقوة خلف تباشيرها؛ وأضحت المجتمعات تعتبر مستوى اكتساب المعرفة هو آلية القياس التي تستخدم في قياس، وتقييم مستويات الكفاءة الإنتاجية، والثقافة الخاصة بالأفراد، والمؤسسات. إن تلك المجتمعات المعرفية المتقدمة هي: تلك المجتمعات التي تقوم بنشر المعرفة، وإنتاجها، وتوظفيها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي: الاقتصاد، والمجتمع المدني، والسياسة، والحياة الخاصة، وصولاً لترقية الحالة الإنسانية بإطراد، وإقامة تنمية إنسانية مستديمة، ومع احتياج تلك الدول إلى قياس معارفها، ومعرفة مدى تطور مجتمعاتها المعرفية، ونزوعها إلى تحقيق الأهداف التي رسمت لها ظهرت عدة مقاييس، ومعايير أبدعها العلماء حول العالم ومنها: نموذج جامبلي: ويركز هذا المقياس على إيجاد بيئة عمل مساعدة لنقل المعارف، والخبرات؛ والتعرف على مصادرها؛ وإيجاد معارف وسيطة، وتكنولوجيا مناسبة مع التدريب، والتطوير المستمر. نموذج جرانو فيتر: ويبرز هذا النموذج طبيعة (المعرفة الضمنية) التي تشكل المبادئ التنظيمية للمنشأة، وأدوار العاملين فيها، وتأثيرها على المجتمع المتعامل معها؛ كما أنه يركز على ديناميكية المعرفة الفردية والجماعية داخل المنشأة وتأثيرها في واقع (معرفة المنشأة). نموذج نوناكا وتاكيوشي: والذي يحلل المعرفة إلى بعدين: (البعد المعرفي) وهو: المعني بتمييز المعرفة الصريحة عن المعرفة الضمنية، و(البعد الوجودي) وهو المعني بمكان المعرفة، أي بتمييز المعرفة الفردية عن الجماعية؛ ويرى هذا النموذج أن المعرفة الجيدة نتاج لمزج هذين البعدين فكل معرفة جديدة ينبغي أن تفيد المنشأة منها داخل أنظمتها؛ كما أن معرفة الفرد ينبغي أن تنتقل إلى الجماعة، ومن الجماعة إلى المنشأة، والعاملين الجدد. نموذج بوتس وبروجين: ويختص هذا النموذج بتقييم المعرفة، وتتبع إدارتها من ناحية فنية عن طريق مدى مواكبتها للقيم المعرفية في كل خطوة من خطواتها. نموذج نجينكس وأولفمان: يسمى هذا النموذج بنموذج (التأثيرات الناجحة) ويشتمل على خمس مراحل هي: جودة النظام، وجودة المعرفة، ورضا مستخدم المعرفة، والعوائد المتاحة، والأثر الرجعي. وفي الختام فإن هذه النماذج، والنظريات العلمية لا قيمة لها ! وستبقى أحلاما تذروها الرياح ! ما لم تطبق على أرض الواقع.