الشرق - السعودية تملين سريعاً ثم تعودين أدراج الأمل؛ تستغربين أنه يكرر الكلام نفسه في كل مرة.. لا عليك أيتها الصابرة المحتسبة فكل الرجال لديهم نفس الكلام دائماً، ونفس المواعيد الكاذبة، وأنت وحدك الفرق والفارق. لا تطحني جوعه واشتياقه بآفة الصمت؛ أنت وحي الاستزادة الذي لا ينضب، وكل ما يريده هو أن يسمع صوتك وهمسك وتعابيرك المدهشة.. تكلمي أكثر وبوحي بما تخبئين من لآلئ؛ فالرجال دائماً يملون المرأة الصامتة وإن زعموا العكس. المرأة المرهقة هي نتيجة طبيعية لتراكم الأدوار فوق رأسها؛ لا يوجد لدينا تمساح واحد يساعد نملة في المطبخ، ولا يوجد تمساح واحد يقول شكراً على هذا البهاء والاخضرار بعد أن يُخلل أنيابه البارزة ويعيث في السفرة!! «الحلابيب» المتصابية تصبغ وجهها بالبودرة، وتشد بقايا الشعر الهارب من سطح الجمجمة، وترش العطر على تجاويف الكهولة حتى تتحول إلى عوارض ثابتة لزكام مزمن؛ ثم تتهيأ لخطبة طفلة مراهقة لم تكمل المرحلة الابتدائية!! أحياناً يغيب العقل وكثيراً ما يغيب؛ فيكون القانون بكامله خاضعاً لنوبات الزهايمر العاتية، ولذلك يصبح من المألوف جداً زواج فراشة ملونة بعنكبوت معتوه على وشك الانقراض. لا تزال البيوت القديمة شاهدة على أروع الأيام والليالي؛ تذكرنا بأسراب النساء الأجمل والأطيب اللواتي أغنين هذه الأرض، وملأنها بالورد والحكايات. كل بيت قديم طرزت تفاصيله الداخلية امرأة لأنها ظنته عشها الأبدي.. ثم رحلت ولم ترحل بصمات قلبها ومشاعرها.