الحلابيب الضالة تمسح رقة المرأة، وتصادر حفيف الشجر، ورونق المرايا؛ ما أجمل العالم حينما تكتفي الحلابيب بتجوالها دون عيون ولا مشاعر مصطنعة، وطبعاً بعيداً عن المرأة في سوقها وحديقتها، ولهوها الحلال. المرأة تأتي أولاً وبعدها ينساب العطر والكلمات، ويهجع الندى على أوراق الشجر؛ هل تحبون الأشجار؟ تأكدوا بأن أجملها وأحلاها هي التي غرستها وروتها بحنانها امرأة؛ أليست رياحين أمك في فناء الدار هي الأمهات الأوَل لكل أشجار الدنيا؟ صوت المرأة هو جزء من السحر الذي يسكنها، وحينما ترفع صوتها يغادرها الحسن والبهاء، وتكشف شيفرة دافنتشي عن أسرارها الدفينة بمنتهى الرتابة؛ وتتحول إلى مكبر صوت يبث لغة خشبية قاحلة؛ اخفضي صوتك كي تصبحي أجمل! لدى كل امرأة شبكة فاخرة تصطاد بها العيون واللآلئ؛ كل الرجال يستسلمون للشبكة، وحينما لا تصطادهم يحاربونها كي يلفتوا الأنظار، وأحسنهم من يقول -ولو كذباً- لقد نظرت إليّ امرأة، وشاغلتني؛ إنه يتجمل كي تزدهر حياته فلا تصدقوا الرواة. الطائشون كُثُر، وليلها لم يخلق للطائشين؛ هي الحب ولذة الارتواء، وحينما يدق قلبها، يسترخي عقلها لكنه لا يغيب، وإن ظنوا وزعموا، وويل لرجل تستقر كراهيته في عقل امرأة. الذين يراهنون على تراجع المرأة عن مواقعها التي وصلت إليها؛ يشبهون المطالبين بعودة إسرائيل إلى حدود 67 م، قد يبدو التشبيه ظالماً فالمرأة ليست إسرائيل بالطبع؛ لكننا نحن الرجال نبدو أقل أملاً في عودة الحدود إلى ما كانت عليه. الكلمات العذبة هي موسيقى المرأة الأكثر خلوداً في ذاكرتها، وأجملها وأصحها لحناً هي تلك التي يرسمها الصدق، وكم تحلم المرأة بالرجل الصادق، ونادراً ما تجد مبتغاها بكل أسف؛ أما المشكلة فهي أن تخون امرأة، ثم تأتيها في ثياب المخلصين!!