الوطن - الي قبل أيام.. قال مسؤول خليجي كبير عبر حسابه في "تويتر": "إن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت مفاهيم، وفتحت أبوابا، وأسقطت حواجز، وطورت العمل وجعلت الجمهور جزءا من التنمية"، مضيفاً "أستطيع القول بأن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت قوة مؤثرة.. وبرلمانا مفتوحا.. وإعلاما لا يمكن الالتفاف عليه". كم هو مؤلم وأنت تقرأ مثل هاتين التغريدتين، ثم بعدهما تقرأ لأحد مسؤولينا نفياً لوجود حساب له في "تويتر" أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن وجوده بين الناس -ولو افتراضيا- تهمة يلزمه دفعها عنه، بينما الجرم فعلا عدم وجود حساب حقيقي له في "تويتر" أو غيره حتى الآن! نتاج هذين الفكرين: "رجل تويتر" حول بلده إلى قبلة للاقتصاد والسياحة -وأولهم نحن معشر السعوديين- فكسب احترام وتقدير القاصي والداني. بينما صاحبنا "رجل النفي" نائم في حضن البيروقراطية، لدرجة أنه لا يزال يرفض الرد على أي وسيلة إعلامية إلا من خلال الفاكس، ثم على السائل انتظار رد معاليه من خلال الفاكس أيضا! في زمن الإنترنت، "الحساب المفتوح" على تويتر هو الأجدى للوصول إلى المسؤول. حساب من خلاله "يُستقبل المواطنون إلكترونيا"، ويرد على شكاواهم ويُهتم بملاحظاتهم، مقلصاً بذلك الوقت والجهد على الطرفين. تعمدت أن أقول "حساب مفتوح" بمعنى فعّال يشكل نقطة اتصال حقيقية بين المواطن والمسؤول، لا مجرد حساب للوجاهة الاجتماعية لا يملك منه صاحبه إلا الاسم والصورة والصفة الوظيفية، أما البقية -بما فيها تغريداته- فقد عهد بها إلى مدير مكتبه، ولربما صاحب الحساب نفسه لا يملك رمز الدخول إليه، إن أراد ذلك، بذلك يصبح حساب معاليه "مثل قلته"! أذكرها بالأسماء؟! وإلا بلاش، لأنها معروفة لدى الجميع!