في يوم واحد قرأت «نفي» مسؤولَين عند وجود حسابات لهما في موقع التواصل الشهير «تويتر»، فعمر المهنّا رئيس لجنة الحكام الرئيسة لكرة القدم قال ل «الشرق»: (لا أتابع مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أتعامل معها»، فيما نفى المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي الدكتور محمد بن عبدالعزيز الحيزان أن يكون لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري حساب شخصي على موقع «تويتر» أو صفحة شخصية على موقع «فيسبوك»، وأكد الدكتور الحيزان أنه لا علاقة لمعالي الوزير بأي حساب منسوب إليه في تويتر، وأن البيانات والتصريحات المعتمدة يتم نشرها على الموقع الرسمي للوزارة. (حسب جريدة الرياض). اللافت في لغة التصريحَين ليس النفي فقط، بل إنها تأخذ صيغة «التبرّؤ»، فالمهنا لا يتابع مواقع التواصل، وليس مجرد المتابعة بل إنه (لا يتعامل معها) ولم يبق إلا أن يقول (إنها رجس من عمل الشيطان)، والدكتور الحيزان ألمح أن لا أهمية لتويتر؛ حيث إن البيانات والتصريحات المعتمدة تُنشر على موقع الوزارة! معالي الدكتور العنقري والأستاذ عمر المهنا نموذج للمسؤول الذي يرى أن التواصل مع الجمهور ترف وإضاعة للوقت، وهذه قناعة بيروقراطية ليست بالجديدة، فاقتصار دور المسؤول عن إصدار القرارات والبيانات دون أن يتلقى المسؤول ردة فعل مباشرة من الجمهور هو عائق أساسي للتطوير، فالاستماع إلى آراء المساعدين وتقارير الفريق الإعلامي لن ينقل الصورة الحقيقية التي تدور في الشارع، فعمر المهنا رفض التعليق لصحيفة «الشرق» على موضوع يخص لجنة الحكام؛ لأن الموضوع نُشر في تويتر، فلجنة الحكام لم تعترف بعد بوسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة إعلامية مهمة ومؤثرة، أما وزارة التعليم العالي فالأمر أكثر تعقيداً، فالوزارة الكريمة لا يتابع هرمها وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أحد أيضاً يرد على الاستفسارات التي تُكتب في الإعلام الرسمي، فما زال زميلنا الكاتب في صحيفة «الشرق» شافي الوسعان يعيد بين كل فترة وأُخرى سؤاله للوزارة: ما هي المعايير التي تلتزمها الوزارة لتوزيع الجامعات في المملكة؟ الزميل شافي الوسعان وجد أن مدينته حسب معاييره التي تعتمد على عدد خريجي الثانوية العامة، والمسافة عن أقرب جامعة للمنطقة، لهذا وجد أن مدينته تستحق جامعة أكثر من مُدن أُخرى افتتحت فيها الجامعات منذ زمن، وعندما لم يُقرأ تساؤله اتجه لتويتر، ولكن أيضاً الوزير لا يوجد له حساب في تويتر، ولهذا أقترح على الزميل (وطبعاً على سبيل المزاح كي لا أتعرض لمساءلة قانونية) أن (ينتحل) شخصية الوزير في تويتر ويكتب (حفر الباطن لا تستحق جامعة)، وقتها فقط سينفي المتحدث الرسمي أن الوزير قال إن حفر الباطن لا تستحق جامعة، بهذا يكون الصوت وصل، وبنفس الوقت يكون هذا (التسلل هدفاً) لم ينتبه له عمر المهنّا!