عين اليوم - السعودية حين قُتل الشيخ أسامة بن لادن قبل 3 سنوات ظهر خبر غريب لكن له دلالة، وهو أن تصميم المجمع السكني الذي كان يسكنه في سنواته الأخيرة كان له شكل خريطة فلسطين، الأب الروحي لابن لادن لم يكن سوى أستاذه الفلسطيني في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالله عزام، منذ خطاب ابن لادن إلى ابن باز عام 1994 الذي كان يحاجّه حول السلام والعداء مع إسرائيل، إلى بعض مقاطع فيديو الشبان السعوديين الذين يمزقون جوازات سفرهم في العراقوسوريا، كان ولا يزال الفكر الجهادي يدغدغ الجماهير بالقضية الفلسطينية على اعتبار أنها أم القضايا. حراك غزة سيزول قريباً، الكلمات الغاضبة الحادة التي تكتبها فتاة في بريدة أو شاب من الدمام ستختفي وسيغوص الناس في اهتماماتهم اليومية من جديد، الشيء الوحيد الذي سيبقى هو الشعور بالعجز والهامشية والمهانة، أنهم لا يستطيعون التغيير أو التدخل أو التأثير، في استطلاع للرأي حول السؤال التالي: "هل تتوقع موقفاً عربياً تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة؟"، أجاب 22585 لا، مقابل 734 نعم، ما معنى أن يذهب شاب عام 2014 من الرياض أو تونس أو الكويت للمشاركة في الجهاد العبثي في سورياوالعراق؟ إنها تلك المشاهد التي كان يراها أثناء حصار غزة نهاية عام 2008 التي لم تختف من مخيلته، أن هذا الغرب غير عادل، أن هذا العالم يتعامل بمنطق القوي يأكل الضعيف، أن صوت الرصاص أقوى من صوته على الشبكات الاجتماعية، أن الحكومات العربية خذلته وخذلت النضال والمقاومة ولم تبال له ولغضبه ولتغريداته. غضب غزة سيزول لا محالة ولكن بقاياه ستبقى جمر تحت الرماد. ومن تأثر بغزة عام 2014 قد نرى ردة فعله مجاهداً بعد سنوات أو ربما أشهر.