الوطن - الكويت عندما ذهب عهد التسامح، جاء عهد فيه متشددون يحرمون كل ما لم يكن عند الاولين.. فأول ما نصبوا شباك معتقداتهم عند ذكرى الايام المشرقة في تاريخ الاسلام المرتبطة بسيرة المصطفى عليه الصلاة السلام.. هجرته ومولده، وذكرى الاسراء. الاخوة الاعزاء من الطرف الآخر يرون كل ما لم يألفه الاولون ما هو الا بدعة. بينما يخالفون الاولين فيما يستمتعون به من رفاه العصر، كركوب الطائرة والقطارات والسيارات وادخال المبردات والمكيفات.. اما احياء ذكرى الايام المشرقة في الاسلام فهو بدعة وضلالة. ايام قدوم البعثات التدريسية من الازهر وسائر معاهد مصر، ومن فلسطين والبلاد العربية الاخرى، ادخلوا في المدارس الاولى المباركية والاحمدية والشرقية ذكرى المولد النبوي وجعلوها عطلة رسمية واحيوا فيها قراءة السيرة العطرة، فكان هذا اليوم مميزاً للخطباء والشعراء، ومن تكلم في هذه الذكرى عن هموم الوطن العربي من احتلال فلسطين، الى الاستعمار الاجنبي على معظم البلاد العربية والاحاديث الدينية والفقهية والسير.. كل هذه المواضيع كانت في متناول الخطباء والشعراء، في ذكرى الاعياد الدينية والعطل الرسمية.. جاء المتشددون المهيمنون على اجهزة الدولة فمنعوا احياء المناسبات الدينية فرحلوها حتى لا يرتبط بها الشعب وخضع لذلك اصحاب التقويم.. فقالوا مثلا الاحد عطلة بدل ذكرى الاسراء والمعراج وقالوا الاثنين عطلة بدل الخميس ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، والاربعاء مثلا عطلة بدل الاحد ذكرى المولد النبوي.. لكي يفكوا ارتباط الشعب بأيام الاحتفالات الدينية. نجح المتشددون في ابعاد الشعب عن المناسبات الدينية.. كما نجحوا في العبث بكتب المناهج الدراسية وصارت بلا فائدة علمية يسود فيها الجهل والبعد عن بناء الحضارة. ٭٭٭ منذ ان ظهرت الفضائيات العربية مع mbc والمستقبل الى محطاتنا يربطون شهر رمضان بالتاريخ الميلادي هكذا: رمضان 2014.. والبداية كانت منذ 1992. وتلفزيون الكويت منذ اربعة عقود يطلق على ليلة الجمعة «ليلة خميس».. والمتبع في التقويم الهجري، يقال ليلة العيد مثلا بمعنى اليوم التالي لها هو يوم العيد.. وفلان ولد في ليلة الاثنين.. التي يليها يوم الاثنين والكويتيون يتفاءلون بالاثنين والجمعة ولا يعقد احتفال الزواج الا في ليلة الاثنين التي هي ما تسمى الان مساء الاحد، وليلة الجمعة التي يطلق عليها الان مساء الخميس. وتلفزيون الكويت منذ نشأته يطلق على برنامج «ليلة خميس».. وهي في الواقع ليلة الجمعة التي غدها هو يوم الجمعة. هذه الطريقة اخذت من اخوة وافدين كانوا غالبية في الاذاعة والتلفزيون. مصر مازالت تحيي ليلة الجمعة من اول كل شهر هجري في مساجدها الكبيرة باحتفالية، يشترك فيها مقرؤون وعلى امتداد دهورٍ اكتشف فيها مشاهير القراء، هكذا عرف الحصري وعبدالباسط عبدالصمد، والطبلاوي، ومحمد المنشاوي، اذاعة القاهرة تستقطب المميزين وتجعلهم يحيون امسيات رمضانية، وتوفد للدول العربية البارزين منهم كما بعثت عبدالباسط عبدالصمد في منتصف الخمسينيات الى العراق لقراءة القرآن الكريم عند وفاة ام الملك فيصل الثاني.. وبعثت محمد المنشاوي لقراءة القرآن في مأتم وفاة ام الملك الحسن الثاني.. ثم في وفاة محمد الخامس. والكويت كانت تستدعي في اشهر رمضان كبار القراء، ويستعين بهم بعض المساجد والمجالس الاهلية ويقيم القراء طوال شهر رمضان احتفالات مع القرآن الكريم.. وتستدعي دول اسلامية مشاهير القراء كأندونيسيا وايران والهند في ساحات كبيرة وملاعب الكرة لتلاوة القرآن، والكويت لديها مشاهير من القراء الكويتيين ولكنها يوم الجمعة في صلاة الجمعة يكلف العاملون في وزارة الاوقاف غير قراء من موظفيهم واصدقائهم في التدريس، ولا تأتي بقراء متمكنين من الكويتيين لكي لا تصرف لهم مكافآت.