مكة أون لاين - السعودية الملاقيف والمتطفلون والمسترزقون وبائعو الأوهام يحتلون منابر العالم ويملؤون الكون ضجيجاً وجعجعة بلا طحين، فالعسكر وقادة الجيوش يتحدثون عن السلام، ومشعلو الحروب والفتن يتحدثون عن الحياة، واللصوص يتحدثون عن الأمن، والأغنياء يناقشون مشاكل الفقراء، وأصحاب القصور والشبوك يناقشون مشاكل السكن، والرجال يناقشون مشاكل النساء، حتى في كرة القدم فإن غالبية من يسمون أنفسهم نقادا ومحللين رياضيين يناقشون وينتقدون خطط المدربين هم في الغالب لم يلمسوا كرة قدم في حياتهم وبعضهم لم يشاهدها أصلا إلا في التلفزيون! ثم بعد ذلك كله نقول لماذا تبدو هذه المشاكل معقدة مستعصية الحل! المتطفلون على قضايا الآخرين وهمومهم وأحزانهم هم أصحاب الصوت العالي المسموع، أما أصحاب المشاكل أنفسهم فإن مشاكلهم وقضاياهم تكتم أصواتهم فلا يسمعها أحد. أعلم أنه أمر رائع ومطلوب أن تشعر بمعاناة الآخرين التي لا تعنيك، ولكن الذين أعنيهم هنا هم أولئك الذين يجعلون من هموم الناس مصدراً لتكسبهم، أولئك الذين يبحثون عن فوائد ومكاسب شخصية من مصائب الآخرين. قد قيل أعط الخبز خبازه ولو أكل نصفه -مع تحفظي على هذا المثل الفاسد- ولكن هؤلاء ليسوا خبازين من الأساس ولا يأكلون من الخبز الذي يخبزونه للآخرين، لأنهم يعلمون قبل غيرهم أنه خبز لا يصلح للاستخدام البشري!