استطاعت القيمة الغذائية العالية إلى جانب العادة السائدة منذ القِدم أن تبقيا "الخبز الأحمر الحساوي" كوجبة رئيسية على موائد شهر "رمضان المبارك" في مُدن وقُرى الأحساء على مدار سنوات تعاقب خلال أجيال الأحساء على تناوله، وعلى إعداده أيضاً، لكونه يمتاز بسرعة هضمه، إذ يحتوي على كمية عالية من ألياف دقيق البر، والسكر الطبيعي الموجود في نقيع "التمر". وكشف "سعد النجدي" الذي يعمل في مهنة إعداد الخبز الأحمر منذ (40) عاماً أن شهر "رمضان" يعد أكثر الشهور ارتفاعاً في المبيعات، حيث لا تقتصر مبيعاتهم على سكان الأحساء، حيث يتلقى طلبات من كافة مدن المنطقة الشرقية، إلى جانب زبائن من "قطر"، و"الرياض" يستحوذون على كامل كمية إنتاج الخبر المنتج صبية يوم عيد الفطر المبارك، مبيناً أنهم يحرصون على اختيار أجود أنواع "التمر" الشهيرة في الأحساء من أجل صناعة "الخبز الأحمر، ويأتي في مقدمتها "الخلاص" لكونه يعطي الخبز مذاقاً فريداً. واعتاد أهل الأحساء على تناول الخبز الأحمر في شهر "رمضان" بعدة أطباق متنوعة، فمنهم من يجعله مقطعاً قبل وضعه مع أكل "السوب" - مكون من الخضار - وآخرون يخلطون الخبز مع اللبن البلدي، فيما يستخدمها البعض في تناول "الفول" وغيره، كما يمكن شراء الخبز الأحمر بالجبن عند الطلب من "الخبّاز" الذي يجد الأهالي يسابقونه إلى "التنور" قبل الإفطار، من أجل أن يكون الخبز ساخناً قبل الزحام، في حين يضطر "الخبّاز" إلى تأخير إفطاره حتى ينتهي من طلبات الزبائن. ويُعد "النجدي" خبزه من طحين البُر والتمر، قبل أن يخلطه بالخميرة وحبة البركة، ثم يعمل على تزيينه بالحبة السوداء، والحُلوة الحساوية لكونهما يمنحان الخبز رائحة شهية، ثم توضع في "تنور" مصنّع من "الفخار"، وتستخدم جذوع وكرب النخيل كوقود يبقي الخبز صحياً أكثر ويحافظ على الطابع التقليدي لهذا النوع من الخبز، كما يمنحه خاصية في الرائحة تشكل عنصر جذب لمتذوقيه. وفي إطار دعمها لتلك الحرفة التقليدية، أكملت "الهيئة العامة للسياحة والآثار" خلال العام المنصرم إعادة تأهيل عدد من محال الخبازين في "الأحساء"، كما تم وضع أماكنها ضمن خريطة المسارات السياحية في المحافظة، وبحسب الخبازين "النجدي" و"أجواد" و"الربيع" و"الهران" فقد أسهمت هذه الخطوة في جذب المزيد من الزبائن والتعريف بهم.