اليمامة - السعودية أول تغريدة هي «تويتة» سلام ومحبة مني أنا الكاتب المستجد في هذه الروضة الغناء إلى الأحبة قراء اليمامة الذين استمعوا واستطابوا تغريدات «اليمامة» لعقود؛ ولذا آمل ألا يكون اللحن الذي أغرد به نشازاً في سيمفونية اللحن الجميل الذي صنعته مجلة اليمامة. من هنا، سنحاول في هذه الصفحة «التويترية» أن نغرد بخليط من الرأي والرؤية بتمعن وتمهل وروية بقصد التفكر والتأمل والاستشكال على رأي أستاذنا الدكتور إبراهيم البليهي في لقائه الثري والجميل الذي أجراه معه الدكتور المتألق سليمان الهتلان في برنامجه الشهير «حديث الخليج». مجتمعنا السعودي الصغير بحاجة ماسة إلى مزيج من التلقائية في الطرح وقدرة عميقة في التفكر في قضايا الموروث وما يجب أن يكون أو لا يكون. تمر الأيام والسنين والعقود أيضاً، وهذا المجتمع ينمو ويتجذر ويتفرع كشجرة وارفة تستقي فروعها المتطاولة من الجذور كثير من زادها وطاقتها الفكرية، ولذا نجد أمامنا مهمة شاقة تجاه الأجيال الجديدة كي تستقي تلك الأغصان القيم المتجذرة من دون إلغاء بهجتها ونضارتها ورحيق حياتها. بزيارة إلى أحد ميادين وساحات المجتمع الافتراضي يتجلى ميدان «تويتر» الذي يضم أطياف المجتمع كافة من مواطنين ووافدين، رجال ونساء، شيوخ وشباب، مثقفين وعلماء، فقهاء وطلبة. ومثلما أن الشعر كان المعبر الأساسي في مجتمع جزيرة العرب لقرون، ثم دخلت «صاحبة الجلالة» الصحافة قبل عقود لتكون الوسيلة الفعالة في التعبير، دخل تويتر قبل سنوات ليشكل وسيلة تعبير جاذبة يتصف بالعالمية ويتخطى التاريخ ويتعدى الجغرافيا ويتحدى الموروث السائد كما يؤكد أستاذنا الدكتور عبدالله الغذامي في محاضرة قيمة بعنوان «الثقافة تصنع معانيها» ألقاها في نادي جيزان الأدبي. وجد السعوديون ضالتهم في تويتر، فأصبح ميداناً للنقاش وساحة للتعبير ومجالاً للهياط، والعياط أيضاً، وغرف خاصة للأحاديث الحميمية أو الشائعات. من ناحية ثانية، جاء تويتر بمعانٍ جديدة للاختلاط والخلوة؛ فالرجال والنساء والشباب والبنات والذكور والإناث يلتقون ويختلطون ويختلون على صعيد تويتر إما لقاء في العام أو لقاء في الخاص. نقل المجتمع سماته إلى تويتر فالاسم المستعار والصورة المزيفة جاءت بدلاً من «اللطمة» للذكور و«الغطوة» للنساء، وبالتالي أصبح الأسلوب في تويتر«أفعل ولا حرج». أخرج تويتر آراء وحقائق كثيرة ظهرت في تغريدات لمغردين يستترون خلف أسماء وصور غير حقيقية فجمع تويتر بين متضادان: الحقيقة من رحم الوهم. يقول أوسكار وايلد «أعطى الرجل قناعاً وسيخبرك بالحقيقة». لكن الأكيد، أن تويتر سيعلمنا جميعاً أن ما نمارسه من تمرد على الأعراف والعادات والتقاليد وحتى القيم لا يلبث أن يزول ويتعقلن وسيخرج هذا المجتمع الافتراضي أجيالاً جديدة إلى المجتمع الحقيقي بأعراف وعادات وتقاليد وقيم جديدة. إن أكبر إشكالية تواجهها المجتمعات اليوم هي الفروقات الكبيرة بين الأجيال في المجتمع الواحد. هناك جيل البنائين الذين ولدوا قبل الحرب العالمية الثانية، يليه جيل أطفال الطفرة الذين ولدوا بعيد الحرب العالمية الثانية، ثم يأتي جيل ال (X) بين 1960-1980م، فجيل ال (Y) وهو الجيل الذي ولد بين عام 1980-2000م، ثم جيل ال (Z) للذين ولدوا بعد العام 2000م. يذكر الكاتبان مارك ماكرندل وإيميلي وولفينقر في كتاب يحلل خصائص وسمات أجيال العالم، أن جيل ال(Y) أو جيل الإنترنت هو أكثر الأجيال إثارة للجدل ويتسم هذا الجيل بالتمرد والاستهتار لعدم إيمانه بمنظومة القيم التي يقوم عليها المجتمع. ولذا شاهدنا هذا الجيل يثور ويتمرد ويكسر ويحرق في فرنسا قبل 5 سنوات تقريباً، أما في نيويورك فثار هذا الجيل لاحتلال وول ستريت، وكذلك الأمر في برمنجام ببريطانيا، حتى إن دراسة حديثة تؤكد أن أكثر من 90٪ من الذين ملأوا الميادين في ثورات الربيع العربي هم من جيل ال (Y). من خصائص هذا الجيل أنه يعيش عالماً إفتراضياً خاصاً به وبالتالي فهو يؤمن بالتقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التى يرى فيها هروباً من واقع الحال وملجأ لأفكاره ومعتقداته، حيث يختار ما يشاء من مجموعات تتناسب مع ما يعتقد للانضمام إليها. إن أفضل طريقة للتعامل مع الفروقات بين الأجيال هو البحث عن أسلوب جديد في التواصل ونقل الأفكار ومعها القيم والمعتقدات. وفي ظننا، أن المشكلة والحل يكمنان في أمرين: الأول، تشبث الأجيال السابقة بمنظومة القيم الخاصة بها اعتقاداً منها أنها الأفضل والأجمل والأكمل وهو موضوع قد يجانبه الصواب أحياناً. الأمر الثاني، أسلوب التواصل بين الأجيال في نقل أو تعزيز فكرة ما قد يكون غير مناسب مما قد يؤدي إلى رفض الفكرة المراد إيصالها، لا لعوار في الفكرة بل لسوء في أسلوب التواصل مع الأجيال الجديدة. ولذا نجد أن الحق سبحانه وتعالى قد أكد في التنزيل الحكيم على رفض «الإبائية» وحسم الأمر على الدوام لصالح الأبناء والأجيال الجديدة. عن تغيرات الحياة يشدو محمد عبده: يازمان العجايب وش بقى ما ظهر كل ماقلت هانت جد علم جديد عن المرأة ينشد غازي القصيبي: إذا ضحكت سمعت اللحن يشدو وإن غضبت سمعت زئير نمرة وإن شاءت هوت بي في جحيم وإن شاءت رمتني في المجرة عشقت جمالها وسفحت قلبي على محرابه وجريت إثره طراديات: من أقوالي غير المأثورة: لو تعلمنا الحب لعلمنا القوة