بوابة يناير - القاهرة من 4 أيام، لقيت علي الفيسبوك فيديو بيوثق عملية تحرش جماعي واعتداء بالعنف في ميدان التحرير، رفعت نسخة على يوتيوب زي ما عمل عشرات غيري ولكن نسختي الوحيدة اللي فضلت علشان متضافة بالشروط المضبوطة اللي هي باختصار تحديد إن الفيديو غير مناسب لفئات عمرية معينة وإن الفيديو لا يخضع لبعض القوانين الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. الفيديو وضّح لمئات الآلاف كارثة بتواجه سيدات مصر والشعب المصري ككل، بقالنا سنين عايشين في تحرش واغتصاب بيزداد سوءاً سنة ورا سنة، ومازال أغلب الشعب يا إما مش مصدق إن في مشكلة، أو بيلوم الضحية (أو المراسل). الفيديو كان صدمة للناس كلها لأنه أثبت إن فيه تحرش واعتداء واغتصاب لأي ست في أي حتة في مصر لمجرد إنها ست. الفيديو دليل قاطع مايعرفش يهرب منه من يبرر ويدافع ويتجاهل حقيقة الأمر. واجهت انتقادات ثم شتائم ثم تهديدات ثم اتهامات عشوائية ثم حملات تشهير ليا ولأي حد يعرفني... كله علشان رفعت مقطع بيوري جزء صغير من الحقيقة زي ما هي... ومع ذلك رفضت أشيله. تمسكت بموقفي علشان الفيديو خلى الناس تتكلم في القضية وتتناقش في حلول. تماسكت علشان دي حقيقة مُرة ماينفعش ننكرها أو نتجنبها ولو الفيديو مضايقنا تبقى الحقيقة هي المشكلة مش الفيديو. يبقى نغير الواقع المؤلم وبعدين في المستقبل لما نتخلص من عيوبنا نشيل الدليل واحنا مرتاحين وبنقول "فاكرين لما مصر كانت مليئة بالتحرش الجنسي وإضطهاد المرأة؟ كانت أيام وراحت". تماسكت علشان لو الإعلام اللي مكلفش خاطرة يتقصي الحقيقة بيطلع عليا إشاعات إني إخوان ومأجور ولو شباب مجهولة على المواقع الاجتماعية بتقول إني حازمون وبتطالب بحبسي وتعذيبي وإعدامي، يبقى أنا أكيد بساعد في نشر حقيقة لازم كل حد يعرفها لدرجة إنهم سايبين المتحرشين والشرطة واللي صور وماسكين في اللي نشر الفيديو بالصدفة. تماسكت علشان الفيديو دا هيساعد كل امرأة مصرية نفسها تنزل الشارع من غير ماتكون دايماً خايفة على نفسها وأمانها وشرفها وحريتها. لولا صورة خالد سعيد ماكانتش الثورة قامت.. ولولا مشاهد مجازر سوريا ماكانش حد أدرك الحقيقة وحس بيها... كنا سمعنا عنوان الخبر من هنا، وسيبناه يخرج من هنا ولا كأن في حاجة... مع إن اللي حصل ممكن يحصل فينا وفي اخواتنا وحبايبنا. ولكن النهاردة بعد ما أعلن إن الضحية نفسها طلبت إزالة الفيديو من يوتيوب (ومافيش طريقة أتأكد من صحة الخبر فلازم أصدقة في الحالة دي). يبقى للأسف الشديد الموضوع تحول من قضية عامة بتواجه المجتمع ككل، لطلب شخصي لازم أحترمة وأوقف عرض الفيديو وأحذفه. خوفي الوحيد إن بكره نتكلم عن كأس العالم ومسلسلات رمضان وننسى المصيبة اللي بنعيشها كل يوم، ونرجع نقول إيه اللي وداها هناك، وإيه اللي عرفنا إنها منتقبة، وهي اللي غلطانة، وهي اللي عايزة كذا، ودا ممنهج وهي بتمثل، ودا مش حقيقي ومش بيحصل ومفبرك، ودي مش مشكلة وهم مبسوطين ما نسيبهم بيهيصوا. نفس المجتمع الذكوري.. عدى علينا أنظمة مختلفة ما بين عسكر وفلول وإخوان، ومافيش أي حاجة اتغيرت... كلهم زي بعض وإحنا وسيداتنا بناخد على دماغنا. من حقنا نعيش بكرامتنا، ولو انتهكت.. من حقنا نعرف... وهنعرف. وأخيرا بوجه رسالة ل « ست الكل »، لو مكنتش نشرت الفيديو ده مكانش حقك هيرجعلك ومكانش رئيس الجمهورية زارك النهاردة. فيه بنات كتير حصل معاها نفس اللي حصل لحضرتك ويمكن أسوأ لكن محدش سمع عنهم أي حاجة. حقك عليا أنا.