التقرير - السعودية الصافرة الأولى بدأت المباراة.. ** ** ** المهاجم نجم تلاحقه بقعة الضوء، ومهمته الأساسية تسجيل (الفكرة) بأي ثمن، لكن مركزه لا يمنحه ترف التفكير طويلًا، وهنا تكمن قوته وكذلك نقطة ضعفه. المهاجم المحترف يدرك أن سرعته لا تكفي، وأن عليه استثمار براعة الفريق كله، ويوقن أن فكرة اختزال الفريق في إنجازه الشخصي هو قرار انتحار. أداؤه سيصنع منه رمزًا خالدًا أو متهورًا تلاحقه اللعنات. يتلاشى هذا النجم حين يغفل عن ضرورة تحقيق هدف ما ويكتفي بالهجوم .. فقط! المدافع لهذا اللاعب دورٌ حيويّ في حماية (حرم) الفريق، وتراه يعدو يمينًا ويسارًا من أجل سد كلّ (الثغرات)، وكلما زاد إخلاصه لفريقه قلّ اهتمامه بنفسه؛ فلا يبالي كثيرًا بالإصابات التي تنال من جسده أو عقله أو (اسمه). تبرز المشكلات حين يتزايد حماس المدافع فيتحول دوره من حماية ما يراه مقدسًا إلى مجرّد إعاقة الخصم، فيخترع لنفسه ثغرات لا يراها إلا هو وينشغل بها ويتعثر بين الفينة والأخرى. الوسط يحافظ على المكسب ويمرر (الفكرة) بين المهاجم والمدافع، ووسطيته تمنحه مرونة عالية وقدرة على تغيير مكانه بنعومة. ويلحظ النقّاد أن الوسطية تتيح للوسط الضعيف أن يُخفي قصوره وراء قناع (الحكمة) في تناول المشكلات. من المؤسف أن يتناسى الجمهور دور (الوسط) الذي يصنع روح اللعبة. الحَكَم هو الإنسان الذي يملك السلطة المطلقة لتطبيق القانون في المبارة التي يديرها، وقراره -في اللعبة- حاسم نهائي ولو تبين خطؤه، ويساعده في اتخاذ القرار حكمان مساعدان أو أكثر. مصداقيته على (المحك) دائمًا، ويمكن له توديعها إلى الأبد إذا كان توزيع بطاقات ال (فاول) وفق مزاجه أو مزاج الباشا. من المفارقات أن هذا ال سوبرمان الذي لا يُراجع في قراراته، يتم (تعيينه) لتنفيذ دوره الحيوي ويمكن (إعفاؤه) بمكالمة هاتفية واحدة. المدرب الأب الروحي الذي يعد الفريق، وهو المسؤول عن (التشكيلة) و(التكتيك)، ولا تتوقف عيناه عن البحث عن فرص يستثمرها للارتقاء باللاعبين، ويُنتظر منه رقيًّا في الأداء واحترافية في الإعداد والتوجيه. أداء الفريق يعكس جودة المدرب. الجمهور لدينا فئات متعددة من (الجمهور)... الجمهور الذي يصفق لكل مهاجم، مهما كان لون (قميصه). الجمهور (البراغماتي) الذي يشجع الفريق الفائز. الجمهور الذي يختزل الفريق في اسم أو اسمين. الجمهور الذي له رأي في كل حركة في الملعب، رغم أنه لم يحرك (كرشه) المترهلة يومًا. الجمهور الذي يقف أربع ساعات في (طابور) ثم يدخل المقصورات لينتهك طهارتها. الجمهور الذي يهتف باسم فريقه: منتصرًا أو خاسرًا، صائبًا أو مخطئًا. الجمهور الذي يراقب جمهوراً آخر، ويقلّده. وهناك الجمهور الذي يراقب، ويقرأ، ويُعمل خلايا مخّه، ثم يصنع شيئًا. ** ** ** اللعبة مستمرة.. يفوز من يخطط للفوز ومن يلعب باحترافية و(نزاهة).. ويفوز كذلك من يسرق ويكذب ويغتصب.. الفوز لم يكن يومًا مستحيلًا.. الصعوبة تكمن في الفوز دون أن يخسر اللاعبُ قيمَه ومبادئه.. وما قيمة الفوز إن كان الثمن شيئًا من كرامتك وكثيرًا من إنسانيتك؟ أنت لم تكسب يومًا إن ظننت أن الفوز يأتي بتحطيم مصداقية خصمك.. أو كسر سيقانه! اسأل نفسك: من أحرز الهدف؟ من صنع اللعبة؟ من يملك السلطة لتنفيذ القانون؟ وقبل هذا وذاك، أين الكرة؟ ** ** ** الصافرة الأخيرة.. انتهت اللعبة!