مكة أون لاين - السعودية هل هناك سعودة إيجابية وسعودة سلبية؟ كيف نميز بينهما؟ وهل يمكن أن تؤدي السعودة إلى إبطاء النمو الاقتصادي؟ لا شك أن إيقاف استقدام العمالة الأجنبية أو طرد الموجود منهم حاليا سيؤثر سلبا على حركة الاقتصاد وعلى التنمية الاقتصادية في المملكة، بالإضافة إلى أنه سيتسبب في رفع معدلات التضخم بشكل كبير. وفي نفس الوقت نعلم أن استمرار تدفق العمالة الرخيصة أمر غير قابل للاستدامة وله سلبيات كبيرة جدا. ولذلك لكي نتمكن من تصنيف السعودة الإيجابية والسلبية يجب علينا أولا أن نجزئ النشاطات الاقتصادية التي تعمل بها العمالة الوافدة – وخاصة العمالة الرخيصة. وأرى أن تقسيم الاقتصاد إلى قطاع تشغيلي وقطاع مراكم لرأس المال سيكون تقسيما مناسبا. القطاع المراكم لرأس المال هو أي نشاط اقتصادي يؤدي إلى زيادة حجم رأس المال المنتج في الاقتصاد، وعلى رأسه قطاع المقاولات، فعندما يقوم الوافد ببناء برج أو مجمع سكني أو مصنع أو مجمع تجاري، فهو يزيد من مراكمة رأس المال في الاقتصاد. رأس المال هذا سيرفع من الإنتاجية ومن حجم الاقتصاد، وأي إبطاء لهذه العملية يعني إبطاء للتنمية الاقتصادية. في المقابل، أي نشاط اقتصادي يقوم على تشغيل رؤوس الأموال تلك، مثل العامل الذي يعمل على تشغيل المصنع، أو البيع في المجمع أو غيره، فهذا يصنف ضمن القطاع التشغيلي. في حالتنا، يفترض أن يتم التركيز على سعودة الجانب التشغيلي من الاقتصاد، بأعلى نسبة ممكنة، فهذه نشاطات دائمة، وتوظف أعدادا كبيرة. أما القطاعات التي يتم من خلالها بناء رأس المال كالمقاولات فهي القطاعات التي لا يفترض أن تتم إعاقتها، لأنها تساهم في زيادة حجم الاقتصاد من خلال مراكمة رأس المال المنتج. فتقوم العمالة الوافدة، ببناء الاقتصاد، ويقوم المواطنون بتشغيل الاقتصاد. [email protected]