الوطن - السعودية العاقل لا يمكن أن يلوم "طفلا".. حين يحتفل طلاب مدرسة ابتدائية بنهاية الدراسة بتمزيق الكتب المدرسية ورميها في الشارع وعلى السيارات المارة، في فوضى مزعجة ومؤلمة؛ فهو مشهد مختصر في مقطع فيديو يكشف حقيقة علاقة الطلاب بالمدرسة.. وكل مشاهد للمقطع لن يحتاج إلى أي إشارة أو شرح لوضع العلاقة المتأزمة بين "المدرسة" و"الدارس" في تعليمنا..! وللأمانة ليس في مقطع الفيديو امتهان ل"الكتب" كما يشاع، بل هو امتهان وإهانة للعملية التعليمة "كاملة" بكل أدواتها ومؤديها.. وكلي أمل في ألا نجد من يقول: إن التصوير هو الإهانة للتعليم..! ما حدث أمام المدرسة من احتفالية بنهاية الدراسة واحتفظت به ذاكرة "الجوال" لتوثقها، هي أصدق اختبار لوضع التعليم لدينا، وأكثر الاستبيانات دقةً؛ لأنها جاءت بعفوية من الميدان، فكانت "النتيجة" لم تنجح أي مدرسة في تكون علاقة حب مع الطلاب..! ليس خفيا أن من يعايش الطلاب في المدارس لا يلوم أي طفل يكره المدرسة، وليس خفيا أن وزارة التربية والتعليم تدفع المليارات للتغيير والتطوير في المناهج.. ومن يعايش الطلاب سيكتشف أن كثيرا من الصغار يعدها "سجنا" أكثر من أنها "مدرسة"..! لا أظن أحدا يشك في أن الطلاب يساقون إلى المدارس كأنما يساقون إلى الموت.. فكثير من الأطفال يشرب كره المدرسة من أول يوم يدخل في ذاك المكان؛ لأنه صدم بمبنى مدرسي كئيب هذا إذا تجاوزنا المباني المستأجرة ولا يحتوي على أي وسائل للترفيه، ولا ملاعب رياضية ولا صالات رياضية مغلقة.. بل إنه حتى الأشجار لن يشاهدها وسيتناول طعاما رديئا من المقصف واقفا أو ماشيا في فناء ترابي كئيب..! ه ل يحب الطالب مكانا يقضي فيه يوميا مجبرا 7 حصص في الفصل مدة كل حصة 45 دقيقة، ولا يجد وقتا يرتاح فيه من ذاك المقعد غير المريح سوى 15 دقيقة هي أيضا للأكل وقضاء الحاجة وشرب الماء من برادات لن يجد عندها أكوابا وسيضطر للشرب بيده..؟ (بين قوسين) احتفال الطلاب بتمزيق الكتب.. هو ما التقطته الكاميرا، والواقع يحفل بالكثير من ملامح الخلل.